.!!! لجنة التثقيف .. الوجه الآخر للحقيقة
..............................................................
مايجري داخل الكنيسة المصرية هذه الأيام يدعو للقلق الشديد , و لا يصح بحال أن يمر دون مشاركة واعية من كافة الأطراف لرد الأمور إلى نصابها و وضع المسميات تحت أسمائها الصحيحة , فالمتابع لأمر الكنيسة المصرية هذه الأيام يصاب بكثير من الدهشة و الإنزعاج لما يجري , فلم يعد خافيا على أحد أن هناك تيارا قد أدمن اللعب بالنار دون وخز من ضمير أو خوف من عقاب , لذا فإنه من غير المقبول ولا المستساغ – والحال هكذا - أن يقال : إن هذا شأن قبطي لا شأن لكم به كمسلمين , فهذا أمر مردود عليه لسببين :-ء
أولهما : أن الكنيسة المصرية جزء من النظام المصري العام , و ما يجري بداخلها له تداعياته الواضحة وتشابكاته الجوهرية مع شؤون الجماعة الوطنية , و من ثم لا يمكن إنكار أثر ما يحدث داخل الكنيسة على الجميع .. أقباطا ومسلمين.ء
ثانيهما : أن موضوع الحديث ليس قانون الإيمان أو الأسرار المقدسة فهذه أمور تخص إخواننا النصارى وحدهم .. يتباحثون فيها كيف يشاءون , بل نحن نتناول موضوعا ذا صلة وثيقة بمصيرنا جميعا .. أقباطا و مسلمين , و مسألة بهذه الخطورة لا يمكن أن ننأى بأنفسنا عن تداعياتها و مخاطرها بحجة أن هذا شأن قبطي لا شأن لنا به.ء
موضوع الحديث هو إعلان الكنيسة عن تشكيل لجنة لتوعية الشباب القبطي بحقوقه السياسية , و حيث أن الأمور يجب أن تفهم في سياقها .. فإن مبعث القلق هو توقيت الإعلان عن هذه اللجنة المتزامن مع إدعاء الكنيسة – الذي يحتمل الصواب والخطأ - أن ظلما وقع على الأقباط في أحداث العياط الأخيرة , ولا أدري : لماذا الإصرار من جانب الكنيسة و النظام على التعامل مع هذه القضايا بمعزل عن القانون ؟!! , و لست أفهم كذلك : لماذا الإصرار على وضع هذه الأحداث في إطار طائفي ؟!!. إن ما حدث في العياط – وببساطة شديدة - جريمة لها في القانون علاج ناجع أيا كان حجمها , وهذا العلاج – وببساطة أشد- يكمن في كلمتين .. معاقبة الجاني .. أيا كان موقعه و أيا كان دينه .. إمام مسجد أو راهب كنيسة .. فأمن الوطن و سلامة مواطنيه لا يصح بحال أن يبقى رهينة بيد حفنة من المراهقين السياسيين أو المغامرين الصغار.ء
في هذه الأجواء جاء الإعلان عن هذه اللجنة , و لا أتصور أن أحدا بحاجة لكثير تأمل أو عمق تدبر لإدراك أن الخطوة جاءت في سياق الفعل ورد الفعل بين الكنيسة و النظام , بل إن الأمر وصل برجل في وزن و ثقل د. رفيق حبيب ليقول : إن قيادة الكنيسة فهمت أن الدعم السياسي والديني الذي تقدمه للنظام بلا ثمن!!!. نحن إذن بصدد الحديث عن صفقات تتم بين النظام والكنيسة !!! , و هنا يصير من نافلة القول أن صالح إخواننا النصارى كان الغائب الأكبر نتيجة هذا التحالف بين النظام والكنيسة , ولقد نبه لهذا كثير من مثقفي الأمة و رموزها من الأقباط والمسلمين دون جدوى .ء
مع الإعلان عن هذه اللجنة سادت الأوساط السياسية و الثقافية حالة من الغموض , لكن سرعان ما كفت الكنيسة الجميع مؤونة كشف هذا الغموض , وذلك بإعلانها عن برنامج تثقيفي للشباب القبطي دعت إليه جماعة من المحاضرين المسلمين !!!.. لا يجمعهم سوى شيء واحد .. هو كرههم و محاربتهم لكل ما هو إسلامي و قومي و عربي , مما أثار حفيظة الكثير من المفكرين الأقباط الذين يعطيهم العقل والمنطق حق المشاركة – بل و أولويتها - في مثل هذه الندوات , غير أن منطق الصفقات و التحالفات داخل الكنيسة كان له رأي آخر , وهنا نتساءل : فيما كان يحاضر هؤلاء الشباب القبطي؟ و ماذا قالوا له؟ ما الذي يمكن أن يسمعه هؤلاء الشباب من اللواء فؤاد علام والأستاذ عبد الله كمال والأستاذ أسامة أنور عكاشة ؟؟ ثم – و هذا هو الأهم - ما علاقة الكنيسة ببرامج التثقيف السياسي أساسا ؟ !!! في حدود علمي أن المسيحية تحرم الاشتغال بالسياسة , وفيما أعلم كذلك أن المجلس المللي العام هو المنوط به القيام بمثل هذه الأمور طبقا للقانون المصري الذي أوكل لهذا المجلس مسؤولية تسيير الأمور المالية و الإدارية للكنيسة أو كما عرف عنه اصطلاحا : أنه الطريق بين الكنيسة و الحكومة , غير أن قيادة الكنيسة دأبت في السنوات الأخيرة على العمل على تحجيم و تهميش دور هذا المجلس و إختزال صلاحياته حتى كاد يتلاشى.ء
نحن إذن أمام مخالفة صريحة للقانون و الدين المسيحي في آن , و لقد بات واضحا للجميع أن الكنيسة بهذا قد تحولت إلى حزب سياسي و أن الرهبان صاروا زعماء سياسيين و ليسوا وعاظا يرشدون الناس إلى طريق الخلاص , وهذا بدوره يستدعي إستفسارا منطقيا ومشروعا : ماذا لو دعا إمام مسجد – و لا أقول شيخ الأزهر – لدورة سياسية تعقد في مسجده لدراسة نظام الحكم في الإسلام مثلا ؟!! , و ماذا سيقول وقتها دعاة العلمانية الأشاوس وحاملي لواء فصل الدين عن الدولة الفرسان ؟؟؟.ء
إن مشاركة الشباب القبطي في الحياة السياسية و اندماجهم فيها و حثهم على ذلك أمر محمود ندعمه و ندعو إليه بل ونشارك فيه - إذا تطلب الأمر- بجهد وو قت ومال , و لا يوجد في هذا البلد مخلص يدعو لعدم مشاركة الشباب القبطي في الحياة السياسية , بل ازعم ان هناك ما يشبه الإجماع الوطني على ضرورة كسر جدار العزلة المضروب حول الأقباط , ولكن ما نحن بصدد الحديث عنه هو في حقيقته دعوة لمزيد من العزلة والتقوقع داخل شرنقة الطائفية البغيضة , بل لا أبالغ إذا قلت اننا امام دعوة لإنشاء ما يمكن ان نسميه ء( ميليشيات سياسية ) تنطلق من أرضية طائفية عدائية هدفها إستعادة الارض المحتلة من المسلمين الغزاة !!!.ء
أولهما : أن الكنيسة المصرية جزء من النظام المصري العام , و ما يجري بداخلها له تداعياته الواضحة وتشابكاته الجوهرية مع شؤون الجماعة الوطنية , و من ثم لا يمكن إنكار أثر ما يحدث داخل الكنيسة على الجميع .. أقباطا ومسلمين.ء
ثانيهما : أن موضوع الحديث ليس قانون الإيمان أو الأسرار المقدسة فهذه أمور تخص إخواننا النصارى وحدهم .. يتباحثون فيها كيف يشاءون , بل نحن نتناول موضوعا ذا صلة وثيقة بمصيرنا جميعا .. أقباطا و مسلمين , و مسألة بهذه الخطورة لا يمكن أن ننأى بأنفسنا عن تداعياتها و مخاطرها بحجة أن هذا شأن قبطي لا شأن لنا به.ء
موضوع الحديث هو إعلان الكنيسة عن تشكيل لجنة لتوعية الشباب القبطي بحقوقه السياسية , و حيث أن الأمور يجب أن تفهم في سياقها .. فإن مبعث القلق هو توقيت الإعلان عن هذه اللجنة المتزامن مع إدعاء الكنيسة – الذي يحتمل الصواب والخطأ - أن ظلما وقع على الأقباط في أحداث العياط الأخيرة , ولا أدري : لماذا الإصرار من جانب الكنيسة و النظام على التعامل مع هذه القضايا بمعزل عن القانون ؟!! , و لست أفهم كذلك : لماذا الإصرار على وضع هذه الأحداث في إطار طائفي ؟!!. إن ما حدث في العياط – وببساطة شديدة - جريمة لها في القانون علاج ناجع أيا كان حجمها , وهذا العلاج – وببساطة أشد- يكمن في كلمتين .. معاقبة الجاني .. أيا كان موقعه و أيا كان دينه .. إمام مسجد أو راهب كنيسة .. فأمن الوطن و سلامة مواطنيه لا يصح بحال أن يبقى رهينة بيد حفنة من المراهقين السياسيين أو المغامرين الصغار.ء
في هذه الأجواء جاء الإعلان عن هذه اللجنة , و لا أتصور أن أحدا بحاجة لكثير تأمل أو عمق تدبر لإدراك أن الخطوة جاءت في سياق الفعل ورد الفعل بين الكنيسة و النظام , بل إن الأمر وصل برجل في وزن و ثقل د. رفيق حبيب ليقول : إن قيادة الكنيسة فهمت أن الدعم السياسي والديني الذي تقدمه للنظام بلا ثمن!!!. نحن إذن بصدد الحديث عن صفقات تتم بين النظام والكنيسة !!! , و هنا يصير من نافلة القول أن صالح إخواننا النصارى كان الغائب الأكبر نتيجة هذا التحالف بين النظام والكنيسة , ولقد نبه لهذا كثير من مثقفي الأمة و رموزها من الأقباط والمسلمين دون جدوى .ء
مع الإعلان عن هذه اللجنة سادت الأوساط السياسية و الثقافية حالة من الغموض , لكن سرعان ما كفت الكنيسة الجميع مؤونة كشف هذا الغموض , وذلك بإعلانها عن برنامج تثقيفي للشباب القبطي دعت إليه جماعة من المحاضرين المسلمين !!!.. لا يجمعهم سوى شيء واحد .. هو كرههم و محاربتهم لكل ما هو إسلامي و قومي و عربي , مما أثار حفيظة الكثير من المفكرين الأقباط الذين يعطيهم العقل والمنطق حق المشاركة – بل و أولويتها - في مثل هذه الندوات , غير أن منطق الصفقات و التحالفات داخل الكنيسة كان له رأي آخر , وهنا نتساءل : فيما كان يحاضر هؤلاء الشباب القبطي؟ و ماذا قالوا له؟ ما الذي يمكن أن يسمعه هؤلاء الشباب من اللواء فؤاد علام والأستاذ عبد الله كمال والأستاذ أسامة أنور عكاشة ؟؟ ثم – و هذا هو الأهم - ما علاقة الكنيسة ببرامج التثقيف السياسي أساسا ؟ !!! في حدود علمي أن المسيحية تحرم الاشتغال بالسياسة , وفيما أعلم كذلك أن المجلس المللي العام هو المنوط به القيام بمثل هذه الأمور طبقا للقانون المصري الذي أوكل لهذا المجلس مسؤولية تسيير الأمور المالية و الإدارية للكنيسة أو كما عرف عنه اصطلاحا : أنه الطريق بين الكنيسة و الحكومة , غير أن قيادة الكنيسة دأبت في السنوات الأخيرة على العمل على تحجيم و تهميش دور هذا المجلس و إختزال صلاحياته حتى كاد يتلاشى.ء
نحن إذن أمام مخالفة صريحة للقانون و الدين المسيحي في آن , و لقد بات واضحا للجميع أن الكنيسة بهذا قد تحولت إلى حزب سياسي و أن الرهبان صاروا زعماء سياسيين و ليسوا وعاظا يرشدون الناس إلى طريق الخلاص , وهذا بدوره يستدعي إستفسارا منطقيا ومشروعا : ماذا لو دعا إمام مسجد – و لا أقول شيخ الأزهر – لدورة سياسية تعقد في مسجده لدراسة نظام الحكم في الإسلام مثلا ؟!! , و ماذا سيقول وقتها دعاة العلمانية الأشاوس وحاملي لواء فصل الدين عن الدولة الفرسان ؟؟؟.ء
إن مشاركة الشباب القبطي في الحياة السياسية و اندماجهم فيها و حثهم على ذلك أمر محمود ندعمه و ندعو إليه بل ونشارك فيه - إذا تطلب الأمر- بجهد وو قت ومال , و لا يوجد في هذا البلد مخلص يدعو لعدم مشاركة الشباب القبطي في الحياة السياسية , بل ازعم ان هناك ما يشبه الإجماع الوطني على ضرورة كسر جدار العزلة المضروب حول الأقباط , ولكن ما نحن بصدد الحديث عنه هو في حقيقته دعوة لمزيد من العزلة والتقوقع داخل شرنقة الطائفية البغيضة , بل لا أبالغ إذا قلت اننا امام دعوة لإنشاء ما يمكن ان نسميه ء( ميليشيات سياسية ) تنطلق من أرضية طائفية عدائية هدفها إستعادة الارض المحتلة من المسلمين الغزاة !!!.ء