دعوة لتطبيع العلاقات

.. ....

أدعو الأمة إلى تطبيع العلاقة مع كل أحد إلا الشيطان وإسرائيل ، نحن بحاجة إلى تطبيع العلاقة بين الحاكم والمحكوم , والرئيس والمرؤوس , والأستاذ والطالب , والأب والابن , والزوج والزوجة، نحن نفتقر إلى مصالحة اجتماعية وميثاق شرف أخوي يكون أصلا للتفاهم في ما بيننا ؛ لأن في الأمة صراعات فكرية وحزبية ومذهبية وقبلية وجهوية، حدثت يوم نسيت الأمة رسالتها الربانية العالمية.. رسالة الإيمان، فالحكام يوجهون اللوم للشعوب في الخروج على الطاعة وإثارة الفتن والشغب ، والشعوب ترى أن الحكام أهل استبداد وقتل للحريات ومصادرة للحقوق ، والمتدينون طوائف ، كل طائفة ترد على الأخرى وتجمع مثالبها وتذكر معايبها، والمثقفون يتراشقون بالتهم بين إسلامي وليبرالي وعلماني وحداثي ، والعوام مشغولون بمدح القبيلة وذكر مآثرها ومناقبها وأمجادها، التي ما صنعت طبشورة.ء

وبعض الرجال يرون أن المرأة أخذت أكثر من حقوقها وتعدت طورها وأجحفت بحق الرجل ، وبعض النساء يصرخن من ظلم الرجل وقهره وجفائه وقلة وفائه ، والأستاذ يرى في الطالب قلة الأدب وعدم المبالاة مع الإهمال ، والطالب يرى في الأستاذ الشراسة وضحالة المادة وقلة الأمانة ، فاصبح المجتمع يتراشق التهم والردود ، ومن يقرأ صحفنا يجد مئات الأعمدة كلها ردود وانتقام وقصاص، وبيانات متضاربة كل يكذب الآخر ويتهمه ويستعدي عليه .. مرة السلطة وأخرى المجتمع ، فإن لم ينفع دعا عليه ، فإن لم يجد توعده بنار جهنم وبئس المصير.ء

يا دعاة التطبيع مع القتلة من أحفاد بن جوريون وطلاب موشى ديان والأفاقين وشذاذ العالم ، دعونا من هذا التطبيع القبيح ، وتعالوا إلى التطبيع الجميل الراقي بين ابناء الأمة الواحدة ، تعالو نتسامح ونتصافح ونتناصح ويعفو بعضنا عن بعض ونتمثل قوله تعالى: (انما المؤمنون أخوة)ءأوقفوا بيانات التشنيع والتجريح ، أغلقوا محاكم التفتيش عبر الصحف ومواقع الانترنت، أغمدوا الألسنة الطويلة البذيئة عبر القنوات والمنابر الإعلامية ، تعلموا من ادب الوحي ، يقول تعالى :(وقل لعبادي يقولوا التي أحسن ) ، توبوا من الهمز والغمز واللمز ، لأن هذا شأن الخسيس الذليل التافه الحقير الساقط الارعن الجبان (ويل لكل همزة لمزة) نريد من العقلاء والعلماء والأسوياء أن يسمعونا كلمة طيبة وجملة مفيدة وعبارة حلوة مشرفة يقول صلى الله عليه وسلم : ( الكلمة الطيبة صدقة ) . قبل أن تتهمني حاورني ، وقبلما تحاكمني اسمع مني ، وقبلما تفضحني انصحني ، وقبلما تشنقني امنحني فرصة لأدافع عن نفسي ، لقد امطرنا صباح مساء بدعاة التطبيع مع إسرائيل لكنهم في المقابل يستحلون السخرية بإخوتهم والتهكم برسالتهم والاستهزاء بأمتهم حتى صدق عليهم قول الشاعر : ( أسد علي وفي الحروب نعامة ) ، نحن بأمس الحاجة إلى سلم إجتماعي ومصالحة وطنية شاملة تبدأ من رأس الهرم إلى الرجل البسيط ، بيننا فجوة اجتماعية ، عندنا قسوة في التعامل مع من خالفنا ،فبعض أهل العلم إذا أراد أن يرد على عالم خالفه شنع عليه وشهر به واستعدى عليه الناس ، فتجد عبارات : فاسق ، زنديق ، كافر ، ضال ، مبتدع ، وبعض المفكرين يثير قاموس الشتائم على من اعترض عليه ، فهو يصف خصومه من الدعاة بمتذمت ومتطرف وخارجي وإرهابي ومتعصب ، وبعض الفئات حجزت لأنفسها مقاعد في الجنة وأغلقت أبواب الجنة الثمانية عن الآخرين والويل لمن يطمع في الجنة بعد هذا .ء

بعد أن كنا خير أمة أخرجت للناس ، صرنا نتقاتل ونتهاجى ونتطاحن فيما بيننا ، فالعراقي يقتل العراقي والفلسطيني يذبح الفلسطيني ، والصومالي ينحر الصومالي ، والأفغاني يمزق الأفغاني ومن نجا من القتل ما سلم من السب والتخوين والسخرية ، إذا فنحن أحوج ما نكون إلى مد جسور الإخاء وتطبيع العلاقة ونزع فتيل العدواة واجتثاث شجرة الشر ونبذ الكراهية.ء


د.عائض القرني - نقلا عن الشرق الأوسط

!!! ثقافة للبيع

.
ثقـافيـــكيا ..!!!ء
.
منذ فترة زمنية كنت أتابع أحد البرامج التليفزيونية , وسألت المذيعة ضيفها (المثقف)ء قائلة : أنت زرت إسرائيل في السنة الأخيرة خمسة عشر مرة .. ما تعليقك ؟! فرد هذا ( المثقف )ء قائلا : أنا أزور إسرائيل بصفتي مثقفا !!! , و أذهب لأمثل مصر كلما وجدت مقعدها خاليا في أي مناسبة أو مؤتمر !!! , تأملوا .. خمسة عشر مرة في سنة واحدة ؟!!! لماذا ؟!!! , في حدود علمي – وأنا ولله الحمد لست مثقفا - أن الرواتب عادة تدفع شهريا , والسنة عند خلق الله جميعا اثنا عشر شهرا , ولكني قلت لنفسي : من يدري .. لعل السنة العبرية خمسة عشر شهرا !!!.ثم وجدتني بعد ذلك أقول : إن كانت الثقافة هكذا فلعن الله ثقف ويثقف ومثقف وثقافة وكل ما اشتق من مادة ثقف .ء
مسكينة والله هي الثقافة .. مسكين و الله هذا الوطن .. ومسكين والله هذا الشعب الطيب الصبور .. المُبتَلى على الدوام في نخبه ومثقفيه , فقد وصل بنا الحال لأن يدعي أحدهم أنه يذهب إلى إسرائيل بصفته مثقفا , بل ويعد ذلك عملا وطنيا !!!.ء
دفعني ذلك لوقفة مع ما يجري .. للتأمل في العلاقة بين نفر غير قليل من هؤلاء (المثقفين)ء و بين الأمة ... أين يقف هؤلاء من قضايا الأمة المصيرية ؟ ..أين يقفون من آلام الأمة وآمالها وطموحاتها ؟ .. أين يقفون من التحديات التي تواجهها ؟ أين يقفون من المكونات الأساسية لثقافتها ؟! .. فوجدت نفسي أمام حالة من التزوير والدجل والإرهاب الفكري في أوضح صورها يمارسها هؤلاء النفر بإسم الثقافة.ء
وجدت نفسي أمام حفنة من الناس إرتضوا لأنفسهم أن يكونوا مجرد سماسرة ومسوِّقين لثقافات غير ثقافتنا , أيا كانت هذه الثقافات و أيا كانت مشاربها , وجدت فريقا لتسويق ما يمكن أن نطلق عليه روبابيكيا فكرية وثقافية , وجدتني أمام جمع من العقول يولي وجهه شطر من يدفع , وماذا يريد أن يقول لنا هذا الذي سوف يدفع , وجدتني و قد أتى علينا حين من الدهر صارت فيه كلمة (مثقف) مرادفا لكل متنكر لثوابت الأمة و محاربا لها , وصار مثقفا كل من يحمل معولا يهدم به منظومة القيم التي ترسخت في وجداننا وتربينا عليها على مر العصور , وصار كذلك مثقفا من يطنطن ويصدع أدمغة الناس بكلام غير مفهوم , برغم أن مكونات كلامه هي أحرف العربية , وكلما زاد الغموض وزاد التنكر لثوابت الأمة وعقيدتها علت أسهم هذا (المثقف) وتفتحت أمامه المغاليق , و كثيرا ما سمعنا في شبابنا عن نظريات الإسقاط اللاعمودي على الأرض اللاإستوائية , و نظريات الزحف البروليتاري على أنقاض الطبقية البرجوازية العالمية ...!!! .ء
وما أكثر الذين ضلوا وأضلوا كثيرا من الناس بوعدهم بالفراديس فوق الأرض بدلا من الفراديس التي في السماء , وهكذا إستمر الحال طالما كانت أبواب الكرملين مفتوحة , فلما أفل ولى القوم وجههم وعقولهم وجيوبهم كذلك شطر الدولار والشيكل , وجدت من صدعوا أدمغتنا بمعاركهم الوهمية في مواجهة قوى الإمبريالية العالمية هم أنفسهم ... نفس الوجوه الكالحة ... هم من يحجون إلى البيت الأبيض ويرتمون في أحضان العم سام , واسألوا إن شئتم عن أبطال (السلام) في كوبنهاحن وتل أبيب.ء
لقد تعلمنا فيما تعلمناه أن الثقافة هي جملة الأفكار والقيم والمعتقدات والسلوكيات و أنماط الحياة التي تآلف عليها جماعة من الناس –أي جماعة- و ارتضوها فيما بينهم منهاجا لحياتهم وسمة مميزة لهم عن باقي المجتمعات , و عليه فإن مثقف هذه الجماعة هو من يعمل على ترسيخ هذه القيم والمفاهيم بين أبناء جماعته , وهو الذي يعمل دائما على الدفاع عنها ورفع لوائها , ذلك أن ثقافة هذه الجماعة هي هويتها وهي علامة وجودها , وأي محاولة للنيل من هذه الهوية هي محاولة للنيل من وجود الجماعة ككل , هذا المفهوم للثقافة ليس من عندياتي أو من بنات أفكاري , إنما حددته منظمة الثقافة والتربية والعلوم التابعة للأمم المتحدة (اليونسكو) من خلال إعلان مكسيكو في 1982 {إن الثقافة بمعناها الواسع، يمكن أن ينظر إليها اليوم على أنها جميع السمات الروحية والمادية والفكرية والعاطفية التي تميز مجتمعاً بعينه أو فئة اجتماعية بعينها وهي تشمل الفنون والآداب وطرائق الحياة كما تشمل الحقوق الأساسية للإنسان ونظم القيم والتقاليد والمعتقدات} .ء
إذا إنطلقنا من هذه القاعدة ..فبماذا نصف هؤلاء الذين نذروا أنفسهم لمحاربة كل مكونات ثقافتنا وحضارتنا .. ثم ينصبون أنفسهم مثقفين ومبدعين ؟!!. الحقيقة أنني كثيرا ما سألت نفسي : ما العلاقة بين الأدب وقلة الأدب ؟!!!.. ما العلاقة بين حرية الفكر وحرية الكفر بمقدسات الأمة والإعتداء عليها و إهانتها ؟!!! أي رابط هذا الذي يجمع بين الإبداع والتعري ؟!!! أين العبقرية الخلاقة في وقوف إمرأة عارية بصحبة شيطان رجيم أمام كاميرات السينما يعرضون فجورهم في أكبرسوق نخاسة عرفته البشرية ؟!!! .ء
أطال الله عمر أبي .. كان كلما رأى مني تصرفا معيبا يقول لي :-ء
صحيح ..
ء
اللي إختشوا ماتوا.....ء
واللي عالدنيا كالحين !!!.ء

فلسطين في الإعلام العربي

.

....................................................................


الإعلام العربي والخيانة العظمى

..........................................

في حياة الدول والشعوب لحظات فارقة فاصلة , تكون فيها المصائر على المحك , أو بتعبير أدق : تكون فيها الدول
والشعوب بين خيارين : تكون أو لا تكون , هذه اللحظات تفرض منهجا بعينه لا بديل له , وذلك إن أرادت هذه الدول والشعوب أن تكون , فلا بد من رقيها إلى مستوى التحديات التي تواجهها , ولابد من توجيه كل الطاقات والإمكانات لهدف واحد : ألا وهو مواجهة التحدي . ولعلي لا أبالغ إذا ادعيت أن من أعظم الأجهزة خطرا في مثل هذه اللحظات هو جهاز الإعلام , إن لم يكن أخطرها على الإطلاق .ء ء
منذ أيام جال بخاطري أن أتجول في فضائياتنا العربية بشيء من التدقيق والتفحص لأنظر كيف يفعلون , فهذه القنوات هي (المطبخ) الذي يتم فيه ومن خلاله تشكيل العقل والفكر والوجدان للغالبية العظمى من أبنائنا و بناتنا , شئنا ذلك أم أبيناه , و أصدقكم القول : أنني لم أكن أدرك حجم الكارثة التي نحياها ويحياها معنا أبناؤنا وبناتنا في البيوت . ولعل صرختي هذه لا تكون صيحة في واد أو ذرة في رماد كما يقولون , ولعلها تلقى آذانا صاغية وقلوبا واعية لدى المخلصين من أبناء هذه الأمة.ء
فلقد وجدتني حقا أمام جريمة بشعة بكل المقاييس , جريمة خيانة عظمى بكل أركانها و مقوماتها وملابساتها ... فإذا كان إخواننا في فلسطين يتعرضون لحرب إبادة من العدو الصهيوني الغاشم , فان حربهم هذه واضحة المعالم لا لبس فيها ولا غموض , فالعدو ظاهر معلوم , والهدف معلن وواضح , وساحة المعركة محددة . أما نحن فنتعرض كل يوم في بيوتنا لحرب إبادة ولكن من طرف خفي , الهدف المنشود فيها تدمير العقل والوعي العربي تدريجيا و ببطئ شديد - وهنا مكمن الخطر - و يتم ذلك من خلال منظومة شيطانية تعمل على تدجين المواطن العربي وترويضه على المدى البعيد والمتوسط , عبر مفاهيم و تصورات يتم تلقينها له تراكميا وبحسابات غاية في الدقة.ء
قد يرى البعض في هذا الطرح مبالغة وتضخيما لا مبرر لهما ولا دليل عليهما , وقد يرى آخرون أني أنظر إلى الحياة من خلال نظارة سوداء تصبغ بالسواد كل ما تراه , وأنا شخصيا أتمنى من كل قلبي أن أكون كذلك , ولكن الأماني والظنون لن تغير من الواقع الأليم شيئا.
ء
لهؤلاء الذين يرون في حديثي مبالغة وتضخيما أدعوهم لخوض هذه التجربة , فقد خضتها وكانت النتيجة مخيفة
و مرعبة : أحضر خريطة لبلاد الشام وارفع أسماء الدول منها , ثم أعطها لعدد ممن حولك , واطلب منهم أن يوقعوا اسم كل دولة في مكانها على الخريطة , ثم انظر كم نسبة الذين سيكتبون (إسرائيل) مكان فلسطين !!! ساعتئذ سوف ندرك حجم الكارثة , هناك الآن جيل ينشأ يُراد له أن تُمحي فلسطين من ذاكرته و ذلك بجعله لا يرى كلمة فلسطين على الخريطة , وفي نفس الوقت يرى مكانها وبدلا منها خريطة (إسرائيل) على شاشة الفضائية العربية !!! خلفية للمذيع العربي!!! , و هو يتحدث عن (إسرائيل) !!!.
ء
تكتمل الصورة وضوحا في أعقاب أي حدث ذي صلة بفلسطين الحبيبة , ففي نشرة الأخبار يطلع علينا المذيع قائلا : و معنا من غزة السيد فلان المتحدث الرسمي لحركة المقاومة الإسلامية حماس (مثلا) , وبعد انتهاء المسئول الفلسطيني يردف المذيع قائلا : ومن تل أبيب معنا السيد !!! فلان المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية , وبعد أن ينتهي هذا السيد من نفث سمومه في بيوتنا يعقب المذيع قائلا : كان معنا من تل أبيب السيد فلان المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية .... شكرا جزيلا لك . هنا لا يكفيني مداد البحر لكتابة علامات التعجب التي تقفز إلى ذهني من أثر هذا الموقف . ولقد صُدمت صدمة كبرى حينما سمعت من يقول تعليقا على ذلك : لابد من أن نستمع إلى الرأي والرأي الآخر!.أرأيتم حجم الجريمة التي ترتكبها هذه الفضائيات في حقنا ؟ كلام الفلسطيني و رد الإسرائيلي عليه صار رأيا ورأيا آخر ! . صار كلام الغاصب المعتدي المحتل وكلام الضحية سواء بسواء وصار سجالا بين طرفين بينهما خلاف .ء
ما يزيد الأمر كارثية : أن هذه السموم تُدس لنا ولأبنائنا وبناتنا في العسل المصفى , فهذه الرسائل تغزو عقولنا و عقول أبنائنا مغلفة بثوب المصداقية القشيب , هذه المصداقية التي اكتسبتها هذه القنوات لدى المواطن العربي في الآونة الأخيرة , وهنا أتوجه بالسؤال لرجال التربية وعلم النفس و الاجتماع : ما هو التأثير التراكمي لهذه النوعية من الرسائل على عقولنا وعقول أبنائنا ؟.ء
إن أخوف ما أخافه أن تنجح هذه الرسائل – على المدى البعيد - في كسر حاجز العداء بيننا وبين أعدائنا , وأن تجعلنا أكثر قبولا لوجوههم الكالحة , ومع مرور الزمن يصبح قبولنا لوجودهم بيننا أمر طبيعي لا غضاضة فيه , وأخشى ما أخشاه كذلك أن ننسى وينسى أبناؤنا معنا أنه ذات يوم كانت هنا بقعة اسمها ... فلسطين .ء
ألا هل بلغت ... اللهم فاشهد .ء

ذكريات وطنية !!! ...3

.


!!! حمبلوووظ

بدأنا نتأقلم مع الوضع و نوطن أنفسنا على الحياة الجديدة . كان الطعام المصروف لنا من إدارة السجن ( الجراية) لا يصلح حتى للحيوانات , في الصباح كان يأتينا الإفطار عبارة عن كتل من الجير المطفي يسمونها(خطئا) جبنا وفي اليوم التالي ما كان يسمونه عسلا أسودا ولم يكن فيه من العسل الأسود إلا حموضته و اليوم الثالث كان الإفطار عبارة عن سوس مفول كما كنا نسميه , ثم بعد ذلك حدث ولا حرج عما كان يأتينا في الغذاء , و أذكر أننا لما إنتقلنا لسجن أبي زعبل قام أحد الإخوان بعمل مسابقة بين أفراد الزنزانة لتسمية ما كان الحراس يوزعونه علينا في الغذاء وكان عبارة عن أقراص قطر الواحد منها حوالي سبعة سنتيمترات , وكان الإسم الفائز (حمبلوظ) وصار بعد ذلك هو الإسم الرسمي بيننا لما كان يسميه الحراس (كوسة)!!!.ء
العجيب أن أحدا منا لم يصب بسوء رغم ما كنا نأكله ... سبحان الله , و مع هذا السوء كانت الكميات قليلة جدا و أذكر اننا – ونحن ما زلنا حتى الآن في إستقبال طرة – كان معنا أخ فاضل يعمل أستاذا مساعدا في كلية العلوم أو الطب لا أذكر إسمه عاصم , وكان الدكتور عاصم هذا هو الذي يستلم الطعام لنا و كان بمجرد إستلامه للطعام يجمعنا ويضع يده على (الأروانة) و نضع يدنا على يده ثم نقرأ جميعا سورة ( لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف......) السورة ثم نأكل ونحمد الله على ( النعمة ) ولا أذكر اننا قابلنا مشكلة في موضوع الطعام باستثناء مرتين أو ثلاث كان الأكل لا يكفينا , هذا برغم منع الزيارات عنا في هذا السجن فقد جلست فيه ما يقرب من الشهرين لم يزرنا فيه أحد , و هناك حادثة أهديها للباحثين عن أسباب تطرف الشباب في هذا البلد وقد عشتها بكامل تفاصيلها ... ذات يوم قطعت عنا المياه لمدة أربعة أيام , وكان يتم توزيع مياه الشرب علينا و أذكر أن نصيب الفرد في زنزانتي من المياه كان كوبا واحدا فقط في اليوم وكنا نحاول تدبير جزء من هذا الكوب بقدر الإمكان لكبار السن وفي اليوم الثالث لقطع المياه سمعنا طرقا شديدا على باب إحدى الزنازين وأحد المعتقلين يصرخ : عايزين ميااااااة وكان لديهم أحد المرضى المصابين بالكلى , إستمر الطرق فترة فرد عليه الضابط الموجود بعجرفة قائلا : برضه مش هاجيبلك !!! فرد عليه الأخ بقوة هزتنا جميعا من الأعماق : ربنا كبييييييير فرد عليه هذا المجرم بوقاحة : ماكانش جابك هنا يا .... وسبه بأفظع الشتائم وأترك التعليق للقاريء الكريم وللذين يتغنون بالإنتماء و الوطنية.ء
كانت التحقيقات – كما أسلفنا – تبدأ بعد صلاة العشاء , و ذات ليلة سمعت الصوت الجهوري الذي ينادي على المعتقلين ينادي : خالد حفني , فرددت : نعم لأنني معتاد على مناداة إسمي بهذا الشكل كثيرا نظرا لعدم انتشار اسم ( حفظي ) , أجابني المنادي : تحقيق , وهذا التحقيق كان بالنسبة للواحد منا يعني الدخول في جهنم , و بينما أهم بالخروج من الزنزانة مع الحارس .. جال في خاطري – من حلاوة الروح – أن أتأكد من الإسم فسألت الضابط : إنتو عايزين خالد حفظي ولا خالد حفني فرد : لا .. عايزين خالد علي حفني , فعدت أدراجي مرة أخرى , وبعد خروجنا من المعتقل كنت أتابع سير قضية تنظيم الجهاد على صفحات الجرائد فقرأت من الأحكام : خالد علي حفني - 6 سنوات – فقلت في نفسي : الحمد لله الذي عافانا من هذه العلقة.ء
كانت التحقيقات – رغم دمويتها و فظاعتها - لا تخلو من الطرائف التي كنا نتندر بها فنضحك حتى يعلو صوتنا بشكل كان يستفز الحراس و يكاد يصيبهم بالجنون وكثيرا ما نلنا السباب و الشتائم بسبب هذا الضحك , و كان الواحد منهم يرى ما يلحق بنا من سوء و تعذيب ثم يسمعنا نضحك فيسأل بغضب وحنق : بتضحكوا على إيه يا ولاد الـ.....ء

و نكمل الذكريات في لقاء قادم بإذن الله



وطــــــــــــــــني

النتائج النهائية للإنتخابات


النساء تم إعتقالهن و لم يسلمن من الأذى

إعتقال لثلاث من النساء في طنطا

أين المجلس القومي للمرأة ؟
والله عظيم ياجماعة دول ستات برضه !!!ء



عضو مجلس الشعب د.ياسر حمود بعد الإعتداء عليه
قال له الضابط : أنت ومجلس الشعب ورئيس مجلس الشعب على جزمتي !!!ء

ما الذي تبقى من كرامة المجلس ؟!!!ء



الأخوات المعتقلات بعد الإفراج عنهن :-ء

شعرنا بالحزن على هذا الوطن ...ء

عن أي وطن يتحدثن ؟ ... لا أدري



ناخب يستجدي الحراس ... !!!ء

نفسه ينتخب ... فاكر نفسه في دولة !!!ء




عايزين إيه ؟

خلاص ... بح !!!ء




جايين ليه ... يللا روحوا


معركة حربية أم إنتخابات ؟؟؟




نتيجة الإنتخابات :-ء

الإرهاب هو الحل ... !!!ء


ما ذا دهاك يا وطن ؟؟؟

.



حين تصرخ الزنازين : ماذا دهاك ياوطن ؟ !!!ء

وما للقيود إلا الدمع ؟!! , وما للزنازين غير البكاء ؟!! صدقت أيتها السلاسل في بكائك .. صدقت أيتها الزنازين .. فما كنت لتحملي بين جدرانك رجالا مؤمنين .. رجال الحق المبين ..
و ما للقيود لا تبكي وهي تحيط بمعاصم الشرفاء الأطهار من أبناء مصر المحبوسة ؟ وما للزنازين لا تنتحب حرقة وألما وهي تحبس بين جدرانها رجالا كل جريمتهم أنهم يتطهرون ؟ نعم تلك جريمتهم , وهذا كل ما اقترفته أيديهم , وهاهو النظام المستبد الفاسد يعلن بكل ما أوتي من جبروت وبطش

أخرجوا الإخوان من بيننا .... إنهم أناس يتطهرون !!!ء
نعم .. حُق للزنازين أن تبكي حسرة و قهرا وهي تحبس بين جدرانها رجالا من أمثال حسن مالك و محمد بشر وخالد عودة و خيرت الشاطر , وإني لأسمع الزنازين وهي تئن وتصرخ : ما ذا دهاك ياوطن ؟ ماذا فعل بك الطغاة والمستبدون ؟ أيُسجن هؤلاء ويُترك المجرمون يعيثون في الأرض فسادا ؟ أيُسجن هؤلاء ويُترك اللصوص والقتلة أصحاب أكياس الدم الملوثة وعبَّارات الموت وناهبو البنوك يمرحون ويسرحون كيفما أرادوا وأنى يشاؤون ؟ أيُسجن هؤلاء ويُترك من وأدوا مصر حية وأهالوا عليها التراب , وجعلوها في ذيل الركب لا قيمة لها ولا وزن؟ أيُسجن هؤلاء ويُترك من سرقوا أموال المصريين وجعلوهم يبيعون أبناءهم من شدة الجوع ؟ أيُسجن هؤلاء ويُترك من جعلوا ملايين الشباب والفتيات فريسة للمخدرات والبطالة والضياع فاقدين الأمل في أي فرصة لحياة حرة شريفة ؟!!.
إنه منطق الطغيان الأعمى الذي لا بصر له ولا بصيرة , إنه منطق الجبابرة في مواجهة الحق ورجاله منذ الأزل , ( وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد ) !!! , وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله ) سبحانك ربي ... آلاف السنين تمر والمنطق هو هو , والطغيان هو هو , والكذب والخداع هو هو .. !!!ء
منذ سنوات وقبل رحيله كتب مصطفى أمين– رحمه الله- في عاموده الشهير (فكرة) يقول : قابلت بالأمس إثنين من عظماء مصر لا هم لهما سوى رفعة شأن بلدهما ولكن حكومتنا الرشيدة كان لها رأي آخر , هذان الرجلان هما محمد خيرت الشاطر , وحسن عز الدين مالك , ولا تعليق لدي إلا أن أقول : لك الله يامصر , أما الأستاذ
الدكتور
محمد بشر فقد عرفناه أستاذا مخلصا ومربيا فاضلا , ثم عرفناه نقابيا نشطا وصل به نشاطه وإخلاصه لأبناء مهنته أن أختير أمينا عاما لنقابة المهندسين المصريين , ثم أمينا عاما لإتحاد المنظمات الهندسية في الدول الإسلامية , والرجل – كما عرفنا - لا يملك في صدره إلا حب الخير للناس - كل الناس - , إنه كتلة من الأدب والعفة و الطهارة ودماثة الخلق في شكل إنسان يمشي على الأرض , قل مثل هذا عن الأستاذ الدكتور خالد عودة العالم الجيولوجي الفذ الذي رفع هامة بلده عالية بأبحاثه وعلمه وخلقه , ومرة أخرى لا أملك إلا أن أقول : لا حول ولا قوة إلا بالله , هؤلاء هم الخطر علي أمن مصر ..!!!ء
تأملت في سير هؤلاء العظماء و وقلت في نفسي : سبحان الله .. لقد قدم هؤلاء لوطنهم و مجتمعهم و دعوتهم ما يجعل سجنهم وإعتقالهم لعنة على سجَّانيهم , ونشراً لنور دعوتهم بين العالمين , وأجزم بأن خيرت الشاطر وإخوانه لو أنفقوا ما في الأرض لنشر دعوتهم , وشرح قضيتهم , لما وصلوا لعشر معشار ما وصلوا إليه بإعتقالهم وسلب أموالهم ونهب ممتلكاتهم , هذا منطق لا يفهمه الطغاة المستبدون الذين لا يرون إلا أنفسهم , ويختزلون الأوطان في شخوصهم ( ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد ) , إنما يفهمه ويستوعبه الدعاة إلى الله الذي وهبوا أنفسهم لقيادة الناس إلى الخير , مضحِّين في ذلك بأموالهم و أنفسهم , ورحم الله سيد شهداء عصره صاحب الظلال حين قال : إن كلماتنا تظل تماثيل من الشمع , فإذا ما متنا في سبيلها دبت فيها الحياة !!!. الله أكبر ... هذا هو منطق أصحاب الدعوات في كل زمان ومكان , ومن قديم الأزل قالها الغلام للطاغية : إذا أردت قتلي فاجمع الناس في صعيد واحد وقل بسم الله رب الغلام , ففعل الطاغية , وقتل الغلام , فماذا حدث ؟؟؟ آمن الناس برب الغلام , وكان هذا هو كل ما يقصد الغلام , وهو مقصد الدعاة إلى الله على مر العصور , وليت طغاة العصر يسمعون ( الشاطرة بنت الشاطر) المجاهدة بنت المجاهد وهي تقول : إنهم لا يستوعبون أننا لا نعمل لدنيا , لو أخذوا أموالنا وأكلنا وشربنا , لو أجلسونا على الرصيف فلن يفلحوا , سنزيد قوة وقوة وقوة رغم أنفهم ,

فهل يستوعب الطغاة الدرس ؟


مباراة القمة بين فتح وحماس

.


سيداتي آنساتي سادتي .. كابتن مصري يحيكم من استاد غزة الدولي
ويسعدني أن أذيع على حضراتكم مباراة كرة القدم بين فريقي حماس و فتح
في لقاء القمة الكبير
مباراة النهاردة قوية وفوق العادة وده واضح من الجمهور الكبير اللي جاي يشجع
على إيديك اليمين .. جمهور حماس الكبير بيلوح بالرايات الخضرة وبيهتف لحماس
وعلى ايدك الشمال .. جمهور فتح الكبير اللي جاي النهاردة بالرايات الصفرة وعندو أمل كبير في الفوز
تشكيل فريق حماس اللي لابس الفنلة الخضرة والشرط الأخضر وبيقوده رقم عشرة الكابتن خالد مشعل
حسن يوسف في حراسة المرمى
خط الضهر من اليمين للشمال محمود الزهار .. اسماعيل هنية .. سعيد صيام .. عبد الفتاح دخان
خط الوسط من اليمين للشمال خالد مشعل .. اسامة حمدان .. نزار ريان
بالإضافة لخط الهجوم محمد ضيف .. سامي أبو زهري .. مشير المصري
تشكيل فريق فتح اللي لابس الفنلة الصفرة والشرط الاصفر و بيقوده الكباتن
محمود عباس
فاروق القدومي
نصر يوسف
محمد دحلان
عبد الله الافرنجي
زكريا الزبيدي
ابو علي شاهين
موسى عرفات
جبريل الرجوب
محمد رشيد
وكلهم لابسين رقم عشرة وبيلعبو راس حربة
بالإضافة لتوفيق أبو خوصة في حراسة المرمى وهو كمان لابس رقم عشرة !
بيحكم مبارة النهاردة الحكم التشريعي روحي فتوح
والي كان معترض في البداية على حكاية ان فريق فتح كلو لابس رقم عشرة ومش معروف مين فيهم الكابتن
لكن زكريا الزبيدي أقنعو بوجهة نظرو بإسلوبه المقنع والحمد لله ان الاقناع مأثرش على نظر الحكم !
طبعاً وكالات الأنباء والصحافة العالمية مهتمة بمباراة النهاردة
وعلشان كده حتلاحظوا ان الملعب مليان صحفيين ومراسلين أجانب
كلهم جايين يغطوا المباراة اللي حتنذاع على الهوا في بث حي ومباشر على أكثر من محطة فضائية وأرضية ..
واحد يسألني ..
ليه يا كابتن المباراة مبتديش لحد دلوقتي ؟
في الحقيقة التأخير ده له حكاية ليها العجب
فريق فتح معترض على لون الفنلة بتاعت فريق حماس
وبيقول انهم اختاروا اللون ده علشان يغيظوا بتوع فتح اللي لابسين اللون الأصفر ..
طبعاً أنا مسكتش ورحت بنفسي علشان أعرف إيه وجه الاعتراض على اللون الأخضر
قلت مين يا واد يا كابتن مصري اكتر واحد ممكن يفيدك في الحكاية دي ؟
ملقيتش غير الكابتن عبد الله الافرنجي اللي لسه جاي طازة من ألمانيا
على اعتبار ان فريق فتح عندو نقص في الادمغة فاضطر للاستعانة بالدماغ الكبيرة اللي كان مرمي .. اسف .. اللي كان عايش في المانيا سنين طويلة واكيد انو اكتسب خبرة كبيرة أوي من البلد اللي خدت كاس العالم اكتر من مرة
سألتو .. ليه يا كابتن معترضين على لون فنلة حماس مع ان اللون ده بعيد عن لون فنلتكم ؟
بصلي شوية وهو بيهرش في صلعتو (دماغ بئه ) وبعدين قال : انت عارف ان ورقة الشجر الخضرة قوية
ومتينة وفيها عافية على عكس الورقة الصفرة اللي بتكون ضعيفة وقربت تُقع وتموت
ولما حماس تلبس اللون الاخضر واحنا نلبس اللون الاصفر فده يدي انطباع ان احنا زي ورقة الشجر الضعيفة
وهما الورقة القوية اللي كلها نشاط وحيوية ء
يا ابن الإيه يا دماغ !!ءءء
تصدقوا انو معاه حق انا مكنتش فاهم الموضوع بالشكل ده !!ء
اتاري بتوع فتح هارشين أفكار حماس كلها حتى في موضوع اللون !!ء
اللي عرفتو بعد كده ان المشكلة دي انحلت
بإن حماس تحتفظ بالفنلة الخضرة وتغير الشرط للون تاني ما عدا اللون الأحمر علشان جبريل الرجوب ييتعصب منو ..
ل
لكن الكارثة الكبيرة ان قبل المبارة بدقايق رفض فريق فتح ينزل أرض الملعب
لما عرف ان لون النجيلة هو كمان أخضر وطالب بتغير لون النجيلة
والحقيقة دي حاجة صعبة أوي ومش عارف اذا كان في نجيلة لونها يمشي مع مزاج فريق فتح ولا لأ
لكن أدينا بنستنى إيه اللي حيصحل
بعد ما تدخلت جهات خارجية علشان تشوف حل للون يرضي فريق فتح !ء
سيداتي آنساتي سادتي هاهما الفريقان ينزلان أرض الملعب
والظاهر موضوع النجيلة انحل لاني شايف ان الحكم ادى الكورة لفريق فتح علشان يبدأ السنترة
بما إن الارض بتعلب مع فريق حماس
ويصفر الحكم فعلا لبداية المباراة
وجماهير فتح بترقص وتغني وبتهتف لفريقها اللي لحد دلوقتي متفأوش مين اللي حيبدا السنترة
وشكلهم بيتخانقوا على مين اللي حيستنر
لكن محمد دحلان أنهى الخناقة وشاط الكورة برة الملعب رمية تماس لصالح فريق حماس
لعبها عبد الفتاح دخان توصل لنزار ريان اللي رقص عباس
وبيشوط وبتعدي من فوق راس الافرنجي لمشير المصري اللي لعبها على اليمين من بين رجلين أبو علي شاهين
توصل لاسامة حمدان اللي مشي بيها ورقص دحلان ولعبها دغري لسامي ابو زهري
ابو زهري فات من زكريا الزبيدي و موسى عرفات وبيمررها على انضيف لمحمد ضيف
ومحمد بيشوط صاروخ ..
وجوة الجوووووووووووون
الهدف الأول لصالح فريق حماس بعد مرور تلات دقايق من بداية المباراة
و بكده تصبح النتيجة واحد صفر لصالح فريق حماس
الظاهر فريق فتح بيعترض على الهدف اللي حسبو الحكم
أنا شايف موسى عرفات خلع الراية بتاعت الكورنر وعايز يضرب بيها الحكم
طبعاً قرار الحكم لا رجعة فيه وكلنا شفنا ان الجون واضح ومفهوش حاجة
وبعدين الحكم ده بالذات اختارو فريق فتح
يعني مفيش داعي للتصرفات دي خصوصاً واحنا على الهوى
والعالم كلو بيتفرج علينا
الله اللللللللللل ... ده في سلاح دخل الملعب !! ء
زكريا الزبيدي رقم عشرة ... اسف نسيت ان كلهم لابسين رقم عشرة
قصدي اللاعب اللي لابس سلسلة وصابغ شعرو بمبي نزل بندقية لأرض الملعب
وبيهدد الحكم يا إما يلغي الجون أو يموت واحد من الصحفيين الأجانب
دحلان ونصر يوسف بيهدوه وبيقلولو مش كده يا زكريا احنا مشكلتنا مع الحكم الخاين
دلوقتي جمهور فريق حماس فرحان وبيشجع اللعيبة بتعتو
وجمهور فتح عمال يشتم في الحكم ويحدف طوب والظاهر في طوبة جت في دماغ الرجوب
أنا مش عارف إيه اللي بيحصل ده
الاستاد اتقلب فوقاني تحتاني و الأجانب بيجرو خايفين من الخطف
الحمد لله اني مش أجنبي
الظاهر الحكم حيلغي المباراة لصالح فريق فتح
وفريق حماس بيعترض على القرار
وعلشان كده ححاول ألتقي بأي واحد من اللعيبة أجري معاه لقاء علشان نعرف إيه هو اللي حصل
أدامي الكابتن نصر يوسف أهو هناك يمكن يوضحلنا الصورة
ومعانا دلوقتي كابتن يوسف نصر وبنسألوا ونقول له ليه معترضين على الهدف مع انو واضح انو مش أوف صايد ؟
يا أخي بتوع حماس عارفين ان ابو خوصة متعقد من الصواريخ
واللاعب بتاعهم عارف كده كويس ومع ذلك برضو شاط شوطة صاورخ على الجون
طيب يا كابتن نصر يوسف .. مش شايف ان قرار الحكم بإلغاء المباراة لصالح فتح مع ان حماس هي اللي مسجلة الجون فيه ظلم كبير ؟
انا بحب اوضح للجماهير ان المباراة لم تلغى بسبب الجون
ولكن بسبب الطوبة اللي جت في دماغ جبريل الرجوب وفتحتها
وهذا اعتداء صريح على لعيبة فريق فتح
.. بس يا كابتن الطوبة جت من جماهير فتح اللي كانت بتحدف على الحكم
مش من جماهير حماس اللي كانت مشغولة بفرحتها بالجون
لا أحد يستطيع اثبات هذا .. ثم اللي انصاب من فريق فتح
وهذا يعطي الحكم أحقية لإلغاء المباراة لصالح الفريق المتضرر
واحنا اتضررنا لما انفتحت دماغ جبريل الرجوب
ودي أكبر دماغ عندنا
شكرا للكابتن نصر يوسف ومعلش مش حنقدر نسمع رأي فريق حماس علشان الأمن مانع الصحفيين بالالتقاء بيهم وعلى العموم كل حاجة كانت على عينك يا تاجر ومش محتاجة توضيح أكتر أشكر لكم حسن مشاهدتكم وإلى اللقاء في
مباراة أخرى !!! ء

نقلا عن منتديات ماجدة

!!! هسسسسسسس و لا كلمة



هذه القصيدة الرائعة للشاعر العراقي الراحل معروف الرصافي , وقد سمعتها أول مرة منذ ربع قرن في سجن أبي
زعبل من طالب الهندسة - آنذك - أسعد طه حراز المذيع اللامع بفضائية الجزيرة فيما بعد ولا زالت صورته وهو يلقيها عالقة بذهني كما لو كنت سمعتها منه أمس , كان ذلك أثناء تقديمه للحفل الترفيهي المشار إليه في بوست ... سجون الإخوان معاهد لإعداد الدعاة



ياقوم لا تتكلموا . . . . إن الكلام محرم

ناموا ولا تستيقظوا ... ما فاز إلا النــوم

وتأخروا عن كل ما .... يقضي بأن تتقدمـوا

ودعوا التفهم جانبا ... فالخير ألا تفهموا

وتثبتوا في جهلكم .... فالشر أن تتعلموا


أما السياسة فاتركوا .... أبدا وإلا تندموا

إن السياسة سرها ... لو تعلمون مطلسم

وإذا افضتم في المبا...ح من الحديث فجمجموا

والعدل لا تتوسموا .... والظلم لا تتجهموا

من شاء منكم أن يعيـ ... ش اليوم وهو مكرم

فليمس لا سمع ولا ... بصر لديه ولا فم

لا يستحق كرامة ... إلا الأصم الأبكم

ودعوا السعادة إنما ... هي في الحياة توهم

فالعيش وهو منعم ... كالعيش وهو مذمم

فارضوا بحكم الدهر مهـ ... ما كان فيه تحكم

وإذا ظُلمتم فاضحكوا ... طربا ولا تتظلموا

إن قيل : هذا شهدكم ... مر فقولوا : علقم

أو قيل إن نهاركم ... ليل , فقولوا : مظلم

أو قيل : ان ثماركم ... سيل, فقولوا : مفعم

أو قيل : ان بلادكم ... يا قوم سوف تقسم

فتحمدوا وتشكروا ..وترنحوا وترنموا


سجون الإخوان .. معاهد لإعداد الدعاة



سجون الإخوان .. معاهد لإعداد الدعاة !!!ء

كانت أيام حلوة ... الله لا يعودها !.... هكذا كان وصف أستاذنا محمد حسين – بخفة ظله المعهودة - لذكريات
المعتقل , ومن قبله بمئات السنين , قالها شيخ الإسلام بن تيمية رضي الله عنه : إن سجني خلوة , و نفيي سياحة , وقتلي شهادة , هكذا الداعية المخلص لربه ولدينه و أمته .. إنه الفائز دائما , ذلك أن ميزان الفوز والخسران عند الدعاة هو رضى الله عز وجل عنهم , وتقبُّلِه سبحانه و تعالى لجهادهم في سبيله , أما النتائج فمن فضله سبحانه أنه لا يحاسبهم عليها , و هذا منطق لا يفهمه الطغاة , إنما يفهمه أصحاب الدعوات وحدهم.
مع تصاعد حملة الإعتقالات الشرسة التي يخوضها النظام ضد شباب وقادة الإخوان , وجدتني أعود بالذاكرة إلى الوراء ربع قرن من الزمان .. إلى خريف العام 1981م , حيث إختار السادات أن يختم حياته بصدام مع كل ألوان الطيف السياسي آنذاك , من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار, فيما سُمِّي وقتها بأيلول الأسود .. الطبعة المصرية !!. عادت بي الذاكرة إلى هذه الأيام وتذكرت كيف جمعتنا تلك الإعتقالات نحن شباب الجامعات- آنذاك - مع قادة وشيوخ الدعوة في هذا الوقت , فيما كنا نعده معسكرا طويلا على حساب الدولة , كما كان يحلو لكثير من الإخوان تسميته , و قد شاءت إرادة الله أن تجتمع في هذا ( المعسكر ) أجيال عدة , لتتم عملية توريث الدعوة بصفائها وبهائها للأجيال الشابة بشكل لا يستطيع الإخوان أنفسهم التخطيط له أوتنفيذه لو أرادوا , ولا عجب فتلك دعوة الله يدبر لها كيف يشاء سبحانه وتعالى , وقد يعجب القاريء الكريم أشد العجب إذا علم أن هذا – أي التوريث- كان الهدف الإستراتيجي الأول للأستاذ التلمساني رحمه الله بعد خروجه من المعتقل في بداية السبعينيات من القرن الماضي , ولذا كان أحد ظرفاء الإخوان كثير الدعابة معي قائلا : والله السادات ده جزاه الله خير.. عمل للدعوة معسكر مجاني.
و للقاريء الكريم أن يتخيل ما يمكن أن تُحْدِثه مرافقة شاب مثلي في العشرينات من عمره- آنذاك – لرجال من أمثال المجاهدين العظام .. أحمد حسنين و محمد عبد الله الخطيب و لاشين أبو شنب وعبد المتعال الجابري وعز العرب فؤاد و جابر رزق و غيرهم الكثير مما لا يتسع المقام لسرد أسمائهم , حفظ الله من بقي ورحم الله من توفاه منهم , ثم بجانب هؤلاء العظام كان جيل الوسط .. عبد المنعم أبو الفتوح وعصام العريان ووجدي غنيم و إبراهيم الزعفراني و مختار نوح و غير هؤلاء كثير , ما الذي يمكن أن تُحْدِثه صحبة مثل هذه ؟
.
برغم مرور تلك السنوات إلا أنني لا زلت أذكر حلق الذكر وما كان فيها من خير , لا زلت أذكر دروس الدكتور إبراهيم الزعفراني في أصول الفقه من كتاب إعلام الموقعين لابن القيم ثم من كتاب أصول الفقه لعبد الوهاب خلاف , كذلك دروس العقيدة للأستاذ وجدي غنيم , وأصول الدعوة للدكتور عصام العريان , ثم دروس في السيرة النبوية ودروس في تربية الأولاد للأستاذ حسن جودة . كل هذا كان يتم في سجن أبو زعبل في إطار برنامج ثقافي كامل يشمل أيام الأسبوع جميعا .
مع قدوم شهر رمضان المبارك جمعنا الدكتور عصام العريان – وقد شرفت بصحبته في زنزانة 11/3 في سجن أبو زعبل- وقال : نريد أن نفعل شيئا يُنْسي الناس ألم فراق أهليهم في أول أيام رمضان , وتشاور الجميع وكانت النتيجة إفطارا جماعيا للسجن كله , كل زنزانة تنزل ما عندها من طعام ثم يتفرق أفرادها على باقي الفُرُش ليحدث تعارف وتآلف بين الناس , نسي الجميع وقتها أننا في سجن , بل كنا نتندر فيما بيننا : هل يستطيع أحد خارج السجن أن يقيم مثل هذا الإفطار؟
حدث مثل هذا في يوم عيد الفطر , وما تزال محفورة في الذاكرة صورة أحد الإخوان – كان يعمل حلواني- وهو يحمل تورتة مرسوم عليها شعار الإخوان .. المصحف والسيفين , يسير خلفه طابور طويل من الإخوان يرقبونه .. أين سيضع هذه التورتة ليشاركوه فيها , بعدها تقاذفنا بالشوكلاتات والحلويات في بهجة وفرحة لا تضاهيها فرحة الأطفال بيوم العيد . وفي المساء كان الموعد مع حفل السمر الترفيهي الذي كان يقدم لفقراته أسعد طه حراز طالب الهندسة آنذاك , المذيع اللامع ومقدم البرامج الفذ بفضائية الجزيرة فيما بعد , لعبنا وفرحنا وغنى الجميع

بالدين يسمو المرء للعلياء
وينال ما يرجو من النعماء
الدين نور والضلالة ظلمة
شتان بين النور والظلماء
و غنينا كذلك
تهون الحياة تهون السجون
ولكن إسلامنا لا يهون
نضحي له بالعزيز الكريم
ومن أجله نستحب المنون
في هذا الجو المفعم بالحميمية والربانية عشنا تلك الأيام , كان الواحد منا يشعر من فرط سعادته أنه لا يعيش فوق
لأرض , بل يحلق في السماء , وكنا نتسامر مع بعضنا البعض قبل الخلود إلى النوم , فيعلو صوتنا بالضحك , فكان هذا يغيظ السجانين و يكاد يصيبهم بالجنون , ذلك أن المسألة كانت فوق مستوى الإستيعاب بالنسبة لهم , علام تضحكون ؟!! . وكان من أطرف ما سمعناه منهم لدى إستقبالهم لأي دفعة جديدة من المعتقلين هو قولهم للواحد منا : إبعد عن اللهم يتم أطفالهم ورمل نساءهم وأدعو كما تشاء.
هكذا مرت بنا الأيام , حتى وجدتني ذات يوم أسأل فضيلة الشيخ / عبد المتعال الجابري – رحمه الله – قائلا : ياسيدي .. علام نأخذ الثواب ؟ فقال : كيف ؟ قلت : أنا شخصيا – ومثلي في هذا كثير – لو خُيِّرت بين الخروج من المعتقل أو البقاء فيه لفضلت البقاء , ففيم الثواب إذن ؟ فرد الرجل بحكمة المربي قائلا : يا بني .. إن السجن بلاء ولا شك , والصبر عليه له جزاء عند الله عظيم , أما وقد أنعم الله عليكم بالرضى بقضاء الله وقدره فتلك نعمة يجب أن تحمدوا الله عليها ...ء
الحمد لله .. الحمد لله ألف مرة أن سخر لنا رجالا من أمثال هؤلاء ...ء
ومرة أخرى نسأل : هل يستوعب الطغاة الدرس؟ !!!ء