!!!!! حدث في أمريكا

مهاجر عربي قديم يعيش في امريكا رغب ان يزرع البطاطس في حديقة منزله ولكنه لا
يستطيع لكبر سنه فارسل لابنه الذي يدرس في واشنطن عبر البريد الالكتروني هذه الرسالة :-
ابني الحبيب / أحمد
تمنيت أن تكون معي الآن وتساعدني في حرث الحديقة لكي أزرع البطاطس فليس عندي من يساعدني

وفي اليوم التالي استلم الأب الرسالة التالية :-


ابي العزيز

أرجوك .. إياك أن تحرث الحديقة لإني أخفيت فيها شيئا مهما .. إذا رجعت سأخبرك ما هو
ابنك / احمد
لم تمض ساعة على الرسالة وإذا برجال إف بي آي والإستخبارات والجيش يحاصرون
المنزل ويحفرونه شبرا شبرا فلما لم يجدوا شيئا غادروا المنزل.

في اليوم التالي
وصلت رسالة للأب من ابنه :-
.
أبي العزيز

ارجو ان تكون الأرض قد حرثت بشكل جيد !!!!!
فهذا ما استطعت ان اساعدك به وانا في واشنطن واذا احتجت لشيء اخر اخبرني
وسامحني على التقصير!!!!!ء

إبنك / أحمد

قصة أعجبتني

قصة سجين
.
احد السجناء في عصر لويس الرابع عشر محكوم عليه بالإعدام ومسجون في جناح قلعه
هذا السجين لم يبق على موعد إعدامه سوى ليله واحده.. ويروى عن لويس الرابع عشر ابتكاره لحيل وتصرفات غريبة ..
ء

وفي تلك الليلة فوجئ السجين بباب الزنزانة يفتح ولويس يدخل عليه مع حرسه ليقول له
سأعطيك فرصه .. إن نجحت في استغلالها فبإمكانك إن تنجو ....
ء
هناك مخرج موجود في جناحك بدون حراسه , إن تمكنت من العثور عليه يمكنك الخروج وان لم تتمكن فان الحراس سيأتون غدا مع شروق الشمس لأخذك لحكم الإعدام.....ء

غادر الحراس الزنزانة مع الإمبراطور بعد إن فكوا سلاسله...ء

وبدأت المحاولات وبدأ يفتش في الجناح الذي سجن فيه والذي يحتوى على عده غرف وزوايا
ولاح له الأمل عندما اكتشف غطاء فتحه مغطاة بسجاده باليه على الأرض ..ء
وما إن فتحها حتى وجدها تؤدى إلى سلم ينزل إلى سرداب سفلي .. ويليه درج آخر يصعد مره أخرى ... وظل يصعد إلى أن بدأ يحس بتسلل نسيم الهواء الخارجي , مما بث في نفسه الأمل إلى أن وجد نفسه في النهاية في برج القلعة الشاهق والأرض لايكاد يراها ... عاد إدراجه حزينا منهكا و لكنه واثق إن الإمبراطور لايخدعه.ء
.
وبينما هو ملقى على الأرض مهموم ومنهك ضرب بقدمه الحائط وإذا به يحس بالحجر الذي يضع عليه قدمه يتزحزح ... فقفز وبدأ يختبر الحجر فوجد بالإمكان تحريكه ... وما إن أزاحه وإذا به يجد سردابا ضيقا لايكاد يتسع للزحف فبدأ يزحف وكلما زحف كلما استمر يزحف بدأ يسمع صوت خرير مياه وأحس بالأمل لعلمه إن القلعة تطل على نهر لكنه في النهاية وجد نافذة مغلقة بالحديد أمكنه أن يرى النهر من خلالها .....ء

عاد يختبر كل حجر وبقعه في السجن ربما كان فيه مفتاح حجر آخر لكن كل محاولاته ضاعت سدى والليل يمضي...ء

واستمر يحاول...... ويفتش..... وفي كل مره يكتشف أملا جديدا... فمره ينتهي إلى نافذة حديديه ومره إلى سرداب طويل ذو تعرجات لانهاية لها ليجد السرداب أعاده لنفس الزنزانة.ء

وهكذا ظل طوال الليل يلهث في محاولات وبوادر أمل تلوح له مره من هنا ومره من هناك وكلها توحي له بالأمل في أول الأمر لكنها في النهاية تبوء بالفشل.ء

وأخيرا انقضت ليله السجين كلها ولاح ت له الشمس من خلال النافذة ووجد وجه الإمبراطور يطل عليه من الباب ويقول له :ء
أراك لازلت هنا ....ء

قال السجين : كنت أتوقع انك صادق معي أيها الإمبراطور.....ء
قال له الإمبراطور : لقد كنت صادقا...ء
سأله السجين : لم اترك بقعه في الجناح لم أحاول فيها .... فأين المخرج الذي قلت لي عنه؟!!!ء

قال له الإمبراطور:-ء
؟
؟
؟
؟
؟
؟
؟
؟
؟
؟
لقد كان باب الزنزانة مفتوحا وغير مغلق !!!!!!!!!!!!!!ء

مقال هام لفهمي هويدي

الإخوان حين يقفزون إلى المجهول

بقلم: الأستاذ فهمي هويدى

لم أفهم اللغط المثار حول موقف الإخوان من الاعتراف بإسرائيل في حالة توليهم للسلطة في مصر. إذ إستغربت ما نسب إلى بعض القيادات الإخوانية في هذا الصدد، إذا ثبتت صحته. كما إستغربت الاهتمام الإعلامي بالموضوع، وكأن السؤال شاغل للناس في داخل مصر وخارجها، وكأن الإخوان بصدد حلف اليمين وإستلام السلطة، وبات مطلوباً منهم أن يحددوا أمام الجتمع الدولي السياسة الخارجية لحكومتهم. خصوصاً موقفها من الاعتراف بإسرائيل ومدى الالتزام بالاتفاقيات المعقودة معها.
ربما أفهم أن يثار هذا الجدل مع قادة حركة حماس في فلسطين، لأنهم في السلطة فعلاً – أو يفترض ذلك – ولأنهم على إحتكاك يومي مع الإسرائليين، سواء بأمر الجغرافيا أو بسبب الاتفاقات الجائرة التي جعلت مصير الاقتصاد الفلسطيني، بما في ذلك الكهرباء والماء والغاز، في يد الإسرائليين. لكن الإخوان في مصر وضعهم مختلف تماماً، إذ يبدو الآن أن أبواب المستقبل السياسي تغلق في وجوههم باباً وراء باب. وإذا كان بعضهم قد دخل إلى مجلس الشعب في إنتخابات عام 2005، فأغلب الظن أنه في ظل الخرائط الراهنة لن يتكرر هذا الظرف مرة أخرى في الأجل المنظور على الأقل. وقد أعلنها رئيس الوزراء ذات مرة صراحة، حين قال أن ما جرى كان "خطأ لن يتكرر" وهو المعنى الذي أكده أحد أركان لجنة السياسات حين أعلن في إحدى الندوات أن شعار "الإسلام هو الحل" لن يرفع مرة أخرى، وقد رأينا تطبيقاً وتصديقاً لهذا الكلام في إنتخابات مجلس الشورى، والتطبيق مستمر حتى إنتخابات إتحادات طلاب الجامعات.
صحيح أن الخرائط السياسية الراهنة ليست أبدية، ولا هي قدر مكتوب، لكن ما أردت التنبيه إليه أن مسألة وصول الإخوان إلى السلطة تطرح إحتمالاً بعيداً للغاية في ظل الأوضاع الراهنة سواء كانت داخلية أو إقليمية ودولية. وبالمناسبة فإن الإخوان إذا لم يلتقطوا الإشارات القادمة من الجهات الأربع للكرة الأرضية التي ليست على إستعداد للقبول بذلك الاحتمال في أي مكان، خصوصاً في مصر، فمعنى ذلك أن ثمه ذهولاً عن الواقع وخطأ في القراءة والحسابات السياسية، والحصار الدولي لحماس ليس بحاجة إلى بيان، وإقصاء حزب العدالة والتنمية المغربي من الحكومة في الإسبوع الماضي لا يزال خبراً طرياً لم يجف مداده بعد، رغم أن الحركة كانت الأولى في عدد المصوتين لها والثانية في ترتيب الفائزين بمقاعد المجلس النيابي.
أفهم أن يسعى الإخوان إلى المشاركة في العمل وفي المؤسسات المنتخبة، وأن ينشغلوا في المرحلة الراهنة بالتوافق مع مختلف القوى الوطنية لإنقاذ سفينة مصر التي توشك على الغرق، وأعتبر أن الخوض في برنامج المستقبل بعد تولي الجماعة للسلطة، هو قفزة في المجهول وحديث عن مستقبل غير منظور، مفتوح على إحتمالات لا أول لها ولا أخر.
أدرى أن ما قيل في شأن الاعتراف بإسرائيل من عدمه ليس رأي الجماعة، ولكنه رؤية بعض القيادات في الجماعة، وبالمناسبة فإنني لا أخفي دهشة من تصريحات أخوانية أخرى بعضها أضر ولم ينفع، وأفسد بأكثر مما أصلح، وبعضها كان افتتاناً بأضواء الإعلام أو إفتاء بغير علم، لكنني أدعو الجميع إلى التحلي بالرصانة والمسئولية فيما يخوضون فيه أو يستدرجون إليه، وأنبههم إلى التواضع فيما يتطلعون إليه، وتحسس الأقدام جيداً فيما هم مقدمون عليه، وإذا كانت لديهم مشكلة في الإنخراط ضمن الخرائط السياسية للحاضر، فهذه لا تحل بمشكلة أكبر تتمثل في المغامرة بالقفز في المستقبل البعيد والمجهول.
إننا نعلم أن الأحكام الشرعية تتغير بتغير الأمكنة والأزمنة والأحوال، وهو ما ينطبق بدرجة أكبر على الأجتهادات السياسية، ولذلك تمنيت أن تترك أسئلة المستقبل البعيد في خطاب الإخوان لحسابات تلك الأزمنة، خصوصاً أن بعضها لم يهتم بإعتراف السلطة بالإخوان، ولكن إهتمامه أكبر بإعتراف إسرائيل، الأمر الذي يضعنا في مواجهة موقف عبثي يطالب جماعة محظورة بالإعتراف بدولة نووية، لا أحد يعرف ما هي حدودها بالضبط، لا اليوم ولا غداً، ناهيك عن أننا لسنا واثقين من أن إسرائيل ذاتها ستظل موجودة على أرض فلسطين أم لا، حين يتولى الإخوان السلطة في مصر!!ء

..............................................................
نقلا عن الشرق الأوسط

حوار في الهواء



أثناء رحلة العودة من السعودية جلست بجانبي فتاة في بداية العشرينات من العمر , و كانت ترتدي - طبقا للقواعد والنظم - لباسا محتشما (عباءة) ,و ما أن إستقر بنا المقام في الطائرة حتى قامت بخلع هذه العباءة , فإذا بها ترتدي ملابس تكشف أكثر مما تستر , فأغمضت عيني - خوفا عليها من الفتنة طبعا - و حاولت النوم أو قل إذا شئت التناوم !!!.إلى أن جاء وقت إعلان المذبع الداخلي عن دعاء السفر , فإذا بها تنبهني .. الدعاء الدعاء , فقلت لها شكرا وعاودت التناوم مرة أخرى - خوفا عليها من الفتنة طبعا - و لكنها بدأت في محاولة الحديث معي .. هي الطيارة إتأخرت ليه ؟ هو إحنا حنوصل إمتى؟ و أنا أحاول الهروب بالرد من (تحت الضرس) كما يقولون لكن دون فائدة , عطست ثم قالت الحمد لله بصوت عال فهمت أنها تُسْمِعُني , فغفوت غفوة إستجمعت خلالها نيتي و طالت كأني أجمع النية من شتات , ثم بدأت الحوار :-ء
- هل تسمحي لي بالحديث معك ؟
- طبعا .. تفضل
- في البداية أرجو أن تسمحي لي بالحديث معك كأب , فأنا لي بنت في مثل سنك تزيد أو تقل قليلا
- طبعا .. إتقضل يا عمو
- بدون زعل ؟
قلق من السؤال ثم إبتسامة خجولة فهمت منها أنها فهمت ما أريد الحديث فيه ..
- إتقضل ياعمو
حمدت الله على مناداتها لي بـ عمو
- ما شاء الله باين عليكي متدينة نبهتيني للدعاء و لما بتعطسي قلت الحمد لله
- طبعا .. الحمد لله
- أكيد طبعا بتصلي
- أكيد يا عمو .. الحمد لله .. و ساعات أقرأ قرآن كمان ( يللا يا عم خالد هيص )
- ما شاء الله .. جميل .. قوليلي يا بنتي .. إنتي بتصللي ليه ؟ و بتقرئي قرآن ليه؟ ويتقولي الدعاء ليه؟
و جوم و دهشة و تلعثم من السؤال
- يعني
- طبعا أكيد بتحبي ربنا و بتسمعي كلامه
إنفراجة بعد الحرج
- أمال إيه يا عمو .. طبعا
- طيب إنت مش عارفة إن ربنا طلب من البنات والستات يلبسوا لبس معين ؟
خجل شديد و حرج
- بصراحة .. أيوة عارفة
- طيب ليه مش لابسة زي ما ربنا عايز؟
- يعني
- معلش يا بنتي إسمحيلي و أنا زي والدك أسألك سؤال محرج شوية
- إتفضل يا عمو
- إنت متخيلة لو شاب سنه 18 أو 20 سنة جالس جنبك دلوقتي حيكون عامل إزاي ؟ و أي نظرة حينظرها ليكي ؟
مرة أخرى خجل و حرج شديدين
- بصراحة .. أيوة متخيلة
- متخيلة كمية الذنوب اللي ممكن ياخدها أي واحد يبصلك ؟
- بصراحة مفكرتش فيها كدة
- لازم تفكري فيها كدة
- صح
- طيب متخيلة دلوقتي كمية الذنوب اللي ممكن ياخدها أي واحد يبصلك ؟
- أيوة
- طيب مين السبب في الذنوب اللي أخدها المسكين ؟
- أنا
- و عارفة إنك حتاخدي ذنوب زيه ؟
- أيوة
- إسمحيلي يا بنتي معلش .. إنت مفكرتيش في يوم من الأيام مين اللي أعطاكي هذا الجمال ؟
- ربنا طبعا
- هل عندك إحساس إن دي نعمة من عند ربنا ولا لا ؟
- طبعا
- طيب إنت عارفة إن النعمة دي ممكن تزول في أي لحظة ؟
قلق ورعب شديد يبدو على ملامح وجهها
- آه.. ممكن
- طيب مش اللي ربنا أعطاه نعمة يحافظ عليها ؟
- أكيد يا عمو طبعا
- طيب إنتي مش بتحافظي على النعمة اللي ربنا إدهالك ليه ؟
- إزاي
- إنك تصونيها و لا تظهريها إلا لمن يستحق
- إن شاء الله
- معلش يا بنتي .. حسألك سؤال أخير .. يوم القيامة لما ربنا يسألك .. عملتي إيه في النعمة اللي أنا إدتهالك ؟ حتقوليله إيه ؟
و لما يسألك إنتي ليه ملبستيش الحجاب حتقوليله إيه ؟
- إنت عارفة إن مجرد عتاب الرسول صلى الله عليه وسلم للواحد منا يوم القيامة يسقط جلد الوجه ؟ دا علشان السنة فما بالك بالفرض ؟

- معلش يا عمو .. هو ربنا يوم القيامة حيبقى فاضي يسألني عن اللي أنا عملته ؟ !!!

لم أدر بعدها ماذا قلت ولا ماذا قالت هي ... مع أن الكلام لم ينقطع , غير أني كنت أحادثها ويسيطر على ذهني سؤال...
من المسؤول عما وصلت إليه هذه الفتاة ؟ ألست أنا ؟ ألست أنت ؟ أليس كل من وصل إليه خير ثم حجبه عن الناس ؟!!!
أستغفرك ربي و أتوب إليك وتعاليت - سبحانك - عما قالت هذه المسكينة علوا كبيرا

تحقيق صحفي


مدونات الكبار تحقيق- روضة عبد الحميد

رغم أن التدوين نال اهتمام الكثير من المثقفين والسياسيين وحتى صناع القرار خلال الفترة القليلة الماضية، وخاصةً بعد إقبال العديد من الشباب على دخول هذا العالم الجديد للتعبير عن آرائهم وأفكارهم بكل حرية دون قيد أو رقيب، وما نتج عن ذلك من حراك فكري في الوسط السياسي، إلا أن البعض رأى أن التدوين مجرد موضة شبابية سرعان ما تزول وتنتهي بعد أن ينطفئ بريقها ولمعانها كغيرها من التقنيات الحديثة التي يتعلق بها الشباب، ثم لا يلبثون أن يتركوها بعد فترة.

لكن الغريب أن عالم التدوين لم يعد يقتصر على الشباب فقط، بل شارك فيه رموز كبيرة، سواءٌ كانت مستقلةً أو تنتمي لتيارات وتوجهات فكرية متنوعة، أمثال إبراهيم الزعفراني، أحمد فؤاد نجم؛ حنان فاروق؛ محمد حمّاد، عبد العزيز تاعب، حسين علي محمد، أحمد خفاجي، خالد حفظي، هيثم أبو خليل؛ الأمر الذي قد يتعارض مع القول بأن "البلوجرية" أو "التدوين" موضة شبابية سرعان ما قد تنتهي.

وجاءت مدونات هؤلاء الكبار تحمل تجارب متوازنةً وقيِّمةً في نفس الوقت؛ فمنها على سبيل المثال لا الحصر ما تتحدث عن وقائع تاريخية لمناضل إخواني وبعض ممن عايشهم كما في مدونة (من الذاكرة)، وأخرى تتحدث عن حال المواطن المطحون كما في "مُكنة الفاجومي"؛ ومنها من تحمل همسات دينية إنسانية حنونة كما في "بين بين"؛ أو تعيد ذكريات الطفولة من خلال "كاريكاتير"؛ أو تعبر عن صرخة مستضعف كما في منبر "شموع"؛ ومنها من تحمل مقالات دينية وسياسية عميقة كما في "وطني".

تجارب الكبار في دخول "موضة التدوين" كان محض جدل ونقاش بين الكثير ممن يهتمون بهذا المجال، وهو ما دفعنا إلي التساؤل: هل دخول الكبار في موضة الشباب تحدٍّ أم مجاراةٌ لهم؟ أم أن التدوين اجتذب فعلاً تلك الحقب العمرية صاحبة الفكر العقلاني المتَّزن لفائدة ما رأوها في هذا المجال ولم يرَها غيرُهم؟ وما السبب في اتخاذهم جميعًا من مكتوب ثوب التصميمات الهادئة والتقنية العالية واللغة العربية مقرًّا لهم دون أي اتفاق؟

(إخوان أون لاين) التقى بهؤلاء؛ في محاولةٍ للتوصل إلى إجابة على الأسئلة السابقة، ومعرفة ما يدور في أذهانهم؛ فكان ما يلي:
من الذاكرة
كانت بداية لقاءاتنا مع الدكتور إبراهيم الزعفراني- أمين عام نقابة الأطباء بالإسكندرية وعضو لجنة سجناء الرأي وأحد أبرز قيادات جماعة الإخوان المسلمين- الذي انضم مؤخرًا إلى عالم المدوِّنين "الشباب" ورغم أنه يبلغ من العمر 56 عامًا إلا أنه أنشأ مدونة حملت اسم "" من الذاكرة "".

د. إبراهيم الزعفراني
وعن سبب اختيار هذا الاسم يقول د. الزعفراني إنه اختار هذا الاسم بدلاً من "مذكرات" خوفًا من أن تخونه ذاكرته ويخطأ في تحديد تاريخ أو اسم لحدث معين، على اعتبار أنها مجرد أحداث راسخة في ذهنة، بينما المذكرات- في رأيه- تحتاج إلى وثائق وأدلة؛ لذا هي معلومات "من الذاكرة"؛ آملاً أن يُذَكِّرهُ أحدُ الذين عاصروا الأحداث معه إن أخطأ.

ويرى د. الزعفراني أنه ما زال في طور التذكر، وسيدخل فيما بعد في مرحلة البحث عن الوثائق، مؤكدًا أن الدكتور عصام العريان بالفعل قد شاركه في تذكر بعض الأحداث، ويضيف: رغم أن معظم هذا الجيل لا يستخدم الإنترنت "إلا أننا سنستفزه إلى أن يضطر للدخول على الإنترنت والمشاركة معنا".

ويوضح أن فكرة إنشاء مدونة بدأت تبرُق في ذهنه من خلال مجموعة من الشباب كان يلتقي بهم ويروي لهم قصصًا وأحداثًا، فطالبوه بأن تكون هذه الأحداث متاحة للجميع، ففكر في عمل موقع، لكن الموقع يحتاج مثابرةً وأبوابًا، فوقع الاختيار على إنشاء مدونة.

ويؤكد د. الزعفراني أن الهدف من التدوين هو نقل خبرات السنين التي تراكمت من المواقف والأحداث التي مرَّ بها خلال مسيرة حياته خلال الـ45 عامًا الماضية، مشيرًا إلى أن المدونات إحدى الوسائل التي تثبت المعلومة، فضلاً عن أن الجيل الجديد الشغوف بالمدونات سوف يدخل ويقرأ ألوان المواقف، ويأخذ منها العبر ويضيف إليها.

ويرفض د. الزعفراني فكرة أنه قد يُفسر كلامه على أنه رأي الإخوان المسلمين؛ باعتباره أحد قيادييها، مؤكدًا أن أيَّ فرد له الحق في قول رأيه الخاص، أما رأي الإخوان فله أناس مختصون لإعلانه، ويستكمل قائلاً: "وبالتالي من حقي أن أقول رأيي الذي قد أصيب فيه أو أخطئ".

نجم.. الفاجومي

أحمد فؤاد نجم
بينما اختار أحمد فؤاد نجم صاحب الـ78 عامًا لمدونته اسم "
"مكنة الفاجومي ""، ويوضح نجم أن كلمة "الفاجومي" تعني الأحمق وهو لقب يعتز به كما يقول، أُطلق عليه في الحقبة الساداتية؛ نتيجةَ مشاغباته السياسية وتعدد اعتقالاته.

وحول فكرة إنشاء المدونة يقول نجم: "أنا معرفش في النت، ولما العيال قالوا لي عملنا لك مدونة، رغم إن أنا معرفش يعني إيه مدونات.. بس لما لقيتهم بيحبسوا العيال قلت فرصة أتضامن معاهم، وحلو إني أكون معكم".

وطالب نجم الشباب باستغلال أي فرصة للتعبير عن رأيهم بكل صراحة، وإثبات أنفسهم أمام التحديات التي تواجههم، وقال: "إوعوا تسكتوا، لحسن تفضلوا مكتومين لغاية متلاقوا البلد اتباعت، اتكلموا انتوا بتدافعوا عن حاضركم ومهما حصل".

واختتم رسالته للشباب قائلاً: "إما حياة تسر الصديق.. وإما ممات يكيد العدا"، ودائمًا ما يغازل نجم الشباب في مدونته بألفاظ وعبارات مثل: "بحبكم يا عيال، يا ورد مصر المفتح"، ويتحدث عن أحداث الفتنة الطائفية ويهدد المصريين قائلاً: "اعقلوا لحسن والله العظيم أعمل نيولوك، عشان لا حد يعرفني ولا أعرف حد".

خفاجي
أما د. أحمد خفاجي (42 سنة) والذي يطلق على نفسه شاعر المستضعفين؛ فقد استهل مدونته التي أطلق عليها "
" شموع "" بتساؤل يعبر عن الهدف من إنشاء المدونة يقول: "أخبرني كيف نجوت من الموت، مع أنك حر من أحرار بلادي، وكيف تطعم أولادك دون أن تسرق أولادي، في زمن لا يُرزق فيه إلا من كان صديقًا للجلاد!".

ونتيجةً لإقامة خفاجي بأمريكا منذ فترة طويلة، فهو يشعر أن التحدث باللغة العربية مع أفراد والتفاعل معهم هي رغبة ملحَّة له، فضلاً عن أن مكتوب يمثل له "بيئة عربية"، كما يلاحظ خفاجي أن التوجه الإسلامي بمكتوب قوي جدًّا، فالإسلاميون أو الناصريون أو القوميون يكتبون عن الإسلام ويدافعون عنه! أما هو فيحصر معظم كتاباته في أشعار سياسية، ويتجنب الكتابات الدينية حتى لا يقع في حرجٍ شرعي.

ويرى خفاجي أن التدوين ليس موضةً شبابيةً، متسائلاً: هل محتوى القضية التي تهدف لها المدونة مفيدٌ أم لا؟، وقال إن كل من لديه هدف ورؤية محددة يجب عليه أن يشارك في عملية التدوين، مشيرًا إلى أنه يرغب في عمل مدونة باللغة الإنجليزية ليخاطب من خلالها الغرب، خصوصًا فيما يتعلق بالإسلام، والذي كثيرًا ما يسألونه عنه؛ فيوجههم إلى المواقع التي تتحدث عن الإسلام بالإنجليزية.

وأضاف: بأمانة شديدة حين أجد المدوِّن في مقتبل العمر أكون أشد حرصًا على أن أكتب له؛ لأن أمامه مستقبلاً أطول، ولو استطعت التأثير فيه سآخذ ثوابًا أكبر؛ فالشباب إن دخل على النت ووجد كل ما أمامه تافهًا، فستتراكم لديه مفاهيم خاطئة، أما عندما يفتح صفحةً ويجد فيها قيمًا وقضايا مهمة، فسيضاف لشخصيته شيء بنَّاء.

وأشار إلى أن التدوين يأخذ من وقته حيزًا كبيرًا جدًّا، إلا أنه لا يأخذه من أسرته؛ لأنه يدوِّن أثناء وجوده بعمله، كما يقول، وأشاد خفاجي بتجربة شباب الإخوان في التدوين، مؤكدًا أنها خلقت مدونات قوية جدًّا.

بين بين
وتعتبر مدونة "
بَيْنَ بَيْن" ." هي المدوِنة الوحيدة لامرأة من بين مدوني الجيل القديم أو على الأقل هي أشهرهن، وهي للدكتورة حنان فاروق (طبيبة- 40 سنة).

و"بين بين" هو اسم قد يبدو غريبًا للوهلة الأولى، إلا أنه يعبر بشدة عن طبيعة حياتها، فهي تعيش بالسعودية حيث تعمل وزوجها، وبالتالي هي بين مصر والسعودية، لا هي مصرية ولا هي سعودية، فهي بين بين.

تقول د. حنان- في تفسيرها لاختيار اسم المدونة-: حين تكون بالغربة تعيش في حيرة بين الغربة وعملها، وحين تعود لبلدها تشعر بعدم الاستقرار؛ حيث إنها اعتادت على نوعية الحياة بالغربة، فهي "بين بين"، فضلاً عن كونها سريعةَ الفرح والحزن في نفس الوقت، فهي أيضًا "بين بين".

وعن سبب اتجاهها للتدوين تقول: "أنا أكتب مقالات وشعرًا وقصصًا، وما دام لديَّ كتاباتي الخاصة فمن الأفضل أن أحتفظ بها على المدونة كأرشيفٍ لي؛ حتى يكون ذلك نواةَ عملٍ لأي مجلة ورقية أو عنكبوتية"، فضلاً عن أن المدونة مكانٌ للتفاعل مع الناس والتواصل مع آخرين، إلى جانب إمكانية إخراج كل أفكارها التي تعبر عنها فيها، وفي النهاية ستكون باسمي عكس المنتديات التي تُستخدم فيها أسماء مستعارة.

وتنفي د. حنان أن يكون انضمامها لعالم التدوين تقليدًا للشباب، لكنها ترى أنها تقنيةٌ جديدةٌ، مثلما كان النت كله تقنية جديدة، مؤكدة أن الشباب هم "اللي هزُّوا الدنيا بمدوناتهم" من خلال تجربتهم الجريئة؛ حيث نزلوا إلى الشارع وصوَّروا ونشروا وتظاهروا، مشيرةً إلى أن مدونات جيلها من الكبار تكون مثل: كتاب أو مقال، لكن مدونات الشباب أقل ما توصف به المناضلة، وهي من صنع التغيير.

وطني


المهندس خالد حفظي
ويعلن المهندس خالد حفظي ( 47 عامًا) عن انتمائه في مدونته "
"وطني"" ويستهل مدونته قائلاً: "أنا وطني.. أحب وطني.. وكل أبناء وطني.. أنشد الخير لوطني.. أنشد الحرية لوطني.. وأمد يدي لكل وطني.. كي نعيد البسمة لوطني.

وتهدف الموضوعات المطروحة بالمدونة إلى علاج قضايا وطنية كبيرة تتعلق بالوطن، سواءٌ سياسية أو اجتماعية، كما تناقش أفكارًا وصفاتٍ يتمنَّى حفظي أن تكون في وطنه، ويؤكد حفظي أن التدوين يمثل تجربةً قوية ومهمة ينبغي استثمارها جيدًا، فكل مدوّن له في مدونته حرية طرح أي أفكار قد ترفض نشرها أو قد تقبلها كثير من الصحف.

ويتفق حفظي مع من يرفض أن تكون حركة التدوين مجرد موضة شبابية، مؤكدًا أنه اتخذ قرارَ الاتجاه نحو التدوين لحاجته إلى هذه المدونة؛ لأنه- كما يقول- لو حاكى موضة التدوين لمجرد كونها موضةً فسوف يحاكي أيضًا الموضة في الملابس وغير ذلك! وإنما هي تقنية جديدة استُخدمت في التعبير، لكن أكثر من استخدمها هم الشباب؛ لأنهم أكثر فئة مهضومة، ومساحات التنفيس لديهم محددة ومقيدة، فمنهم العاطل الذي لا أمل له في الدنيا، ويرى لونها أسود، يبحث عن متنفس، لكن لو يعمل ويستقر نفسيًّا وعاطفيًّا وماديًّا لن يكون "ثورجي".

ويشدد حفظي- على اعتبار أنه منتمٍ لجماعة الإخوان المسلمين- على أن مدونته تعبر عن رأيه الشخصي وليس عن رأي الإخوان؛ لأنه ببساطة ليس له الحق أن يتحدث باسم الإخوان، معترفًا أنها إشكالية كبيرة، ولكن من يفهم الإخوان بشكل جيد يدرك أن حاملي فكرهم ليسوا مجرد قوالب مستنسخة، ويستكمل قائلاً: الإخوان ليسوا حاسبات يوضع لهم "input" وتخرج output""، ولم يعلمنا الاخوان ذلك ولا نحن هكذا، فنحن من حقنا أن نقبل ونعترض ونوافق ونرفض، لا بد أن تكون لدينا مساحة متاحة للعقل البشري.

ويؤكد حفظي أن المدونة تشغل حيِّزًا كبيرًا من وقته بشكل مزعج؛ لأن عليه القيام بالرد على الزائرين والتفاعل معهم ونشر موضوعات تثير جدلاً ثقافيًّا، وهو ما يمثل له عبئًا.

كاريكاتير تاعب
وتعد ريشة الفنان عبد العزيز تاعب (67 عامًا) وعضو جمعية الكاريكاتير العالمية هي العامل المشترك لكل من سندباد وسمير وميكي وعلاء الدين والعربي الصغير وسدرة وسامر والشبل، وهذا ما يفسر أن أغلب زوار مدونته "
" كاريكاتير"" من الشباب وتحديدًا ممن يعرفونه عندما كانوا أطفالاً، من خلال رسوماته، بالإضافة إلى عدد كبير من الشباب، أما الذين هم في سنه فهم قليلون؛ لأنه يعيد من خلال مدونته ذكريات الطفولة إلى الشباب بفضل رسوماته؛ حيث عمل رسامًا بمجلات كثيرة معظمها كانت للأطفال.

ولعل هذا سبب شعور تاعب بالتجاوب مع قلم كل الأجيال، سواءٌ كان قلم الجيل العاقل أو مع قلم الجيل "الروش" على عكس كل جيله.

ويضيف تاعب أن التدوين يمثِّل إضافةً جيدةً وجديدةً لتبادل المعرفة، ومنفذًا لحرية الفكر، مشيرًا إلى أن أهم ما يميز مدونته قدرته على نشْر ما يريد من أفكار دون تدخل من أحد، فضلاً عن نشر أفكاره ورسومه الفنية في مكان جديد مختلف عن الصحافة، فالمدونة- كما يقول- هي موقع يخصه يضع رسوماته عليه، إلى جانب رغبته في نشر رسومه في مجالات أخرى بعد الصحافة والكتب والتلفزيون، واختار تاعب مكتوب ربما لأنه هو أول موقع عربي.

والمدونة لا تؤثر على وقت تاعب؛ لأن الرسوم التي ينشرها يعيد نشرها مرةً أخرى في الصحافة؛ فهي من صميم عمله إذن، ولا تأخذ من وقت الأسرة؛ لأن عملية إضافة الرسوم إلى المدونة لا تستغرق سوى نصف ساعة كل يومين أو ثلاثة أيام.

حسين علي محمد
أما د. حسين علي محمد (57 عامًا) أستاذ الأدب الحديث بكلية اللغة العربية بالرياض جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وصاحب مدونة "
«مدونة الدكتور حسين علي محمد»" والذي ينشر فيها إبداعاته في الشعر والقصة والمسرح، وإبداعات بعض أصدقائه ومقالاتهم، والدراسات التي نُشرت حول إبداعاته؛ يقول: "لم يكن دخولي عالم التدوين مجاراةً لتقليعة أو موضة شبابية، وإنما كان استجابةً لرغبة أدبية أصيلة في نفسي"؛ فقد قررت الدخول لعالم التدوين بعد أن أنشأت موقِعَين، ثم تبين لي أنني أريد أن يكون لي صوتي الخاص، فأنشأت هذه المدونة لأقول رأيي، أو أنقل من آراء الآخرين ما أراه يعبر عن رأيي، ورغم أنني أنشأت المدونة منذ عام فقط في 6/10/2006م إلا أن زوَّارها الآن يقتربون من 150 ألف زائر.

وأوضح أن مدونته يدخلها الشباب والشيوخ، وأكثر مَن يدخلون هم هواة الأدب ومحبوه، وهو يهتم بدخول مدونات الشباب ليرى إبداعاتهم، فضلاً عن بعض المبدعين الكبار، ومنهم (الفنان تاعب)، وبعض الصحفيين البارزين ومنهم محمد حماد
............................................................