مسك الختام مع سيد

مسك الختام .. رحمك الله يا شهيد القرآن
(14)
لست ممن يؤمنون بحكاية المبادئ المجردة عن الأشخاص لأنه ما المبدأ بغير عقيدة حارة دافعة؟ وكيف توجد العقيدة الحارة الدافعة
في غير قلب إنسان؟.ء
إن المبادئ والأفكار في ذاتها- بلا عقيدة دافعة-مجرد كلمات خاوية أو على الأكثر معان ميتة! والذي يمنحها الحياة هي حرارة الإيمان المشعة من قلب إنسان! لن يؤمن الآخرون بمبدأ أو فكرة تنبت في ذهن بارد لا في قلب مشع.
آمن أنت أولا بفكرتك آمن بها إلى حد الإعتقاد الحار! عندئذ فقط يؤمن بها الآخرون!! وإلا فستبقى مجرد صياغة لفظية خالية من الروح والحياة!.. ء
لا حياة لفكرة لم تتقمص روح إنسان، ولم تصبح كائنا حيا دب على وجه الأرض في صورة بشر!..كذلك لا وجود لشخص- في هذا المجال- لا تعمر قلبه فكرة يؤمن بها في حرارة وإخلاص...
إن التفريق بين الفكرة والشخص كالتفريق بين الروح والجسد أو المعنى واللفظ عملية في بعض الأحيان مستحيلة وفي بعض الأحيان تحمل معنى التحلل والفناء!.ء
كل فكرة عاشت قد اقتاتت قلب إنسان!أما الأفكار التي لم تطعم هذا المقدس فقد ولدت ميتة ولم تدفع بالبشرية شبرا واحدا إلى الأمام!.ء

(15)

من الصعب علي أن أتصور كيف يمكن أن نصل إلى غاية نبيلة باستخدام وسيلة خسيسة!؟إن الغاية النبيلة لا تحيا إلا في قلب نبيل: فكيف يمكن لذلك القلب أن يطيق إستخدام وسيلة خسيسة؛ بل كيف يهتدي إلى استخدام هذه الوسيلة؟! حين نخوض إلى الشط الممرغ بركة من الوحل لا بد أن نصل إلى الشط ملوثين.. إن أوحال الطريق ستترك آثارها على أقدامنا وعلى مواضع هذه الأقدام كذلك الحال حين نستخدم وسيلة خسيسة: إن الدنس سيعلق بأرواحنا، وسيترك آثاره في هذه الأرواح، وفي الغاية التي وصلنا إليها!. ء
إن الوسيلة في حساب الروح جزء من الغاية. ففي عالم الروح لا توجد هذه الفوارق والتقسيمات! الشعور الإنساني وحده إذا أحس غاية نبيلة فلن يطيق استخدام وسيلة خسيسة..
بل لن يهتدي إلى استخدامها بطبيعته! " الغاية تبرر الوسيلة!؟" : تلك هي حكمة الغرب الكبرى!! لأن الغرب يحيا بذهنه وفي الذهن يمكن أن توجد التقسيمات والفوارق بين الوسائل والغايات!. ء

(16)
بالتجربة عرفت أنه لا شيء في هذه الحياة يعدل ذلك الفرح الروحي الشفيف الذي نجده عندما نستطيع أن ندخل العزاء أو الرضى ، الثقة أو الأمل أو الفرح إلى نفوس الآخرين!.ء
إنها لذة سماوية عجيبة ليست في شيء من هذه الأرض، إنها تجاوب العنصر السماوي الخالص في طبيعتنا، إنها لا تطلب لها جزاء خارجيا، لأن جزاءها كامن فيها!. ء
هنالك مسألة أخرى يقحمها بعض الناس في هذه المجال، وليست منه في شيء مسألة اعتراف الآخرين بالجميل!. ء
لن أحاول انكار ما في هذا الاعتراف من جمال ذاتي ولا ما فيه من مسرة عظيمة للواهبين ولكن هذا كله شيء آخر إن المسألة هنا مسألة الفرح بأن الخير يجد له صدى ظاهريا قريبا في نفوس الآخرين وهذا الفرح قيمته من غير تلك لأنه ليس من طبيعة ذلك الفرح الآخر الذي نحسه مجردا في ذات اللحظة التي نستطيع أن ندخل فيها العزاء أو الرضى الثقة أو الأمل أو الفرح في نفوس الآخرين! إن هذا هو الفرح النقي الخالص الذي ينبع من نفوسنا ويرتد إليها بدون حاجة إلى أي عناصر خارجية عن ذواتنا أنه يحمل جزاءه كاملا، لأن جزاءه كامن فيه!.ء

(17)

لم اعد أفزع من الموت حتى لو جاء اللحظة! لقد أخذت في هذه الحياة كثيرا أعني : لقد أعطيت!!. ء
أحيانا تصعب التفرقة بين الأخذ والعطاء لأنهما يعطيان مدلولا واحدا في عالم الروح! في كل مرة أعطيت لقد أخذت لست أعني أن أحدا قد أعطى لي شيئا إنما أعني أنني أخذت نفس الذي أعطيت لأن فرحتي بما أعطيت لم تكن أقل من فرحة الذين أخذوا.
لم أعد أفزع من الموت حتى لو جاء اللحظة لقد عملت بقدر ما كنت مستطيعا أن أعمل! هناك أشياء كثيرة أود أن
أعملها لو مد لي في الحياة ولكن الحسرة لن تأكل قلبي إذا لم أستطع؛ إن آخرين سوف يقومون بها إنها لن تموت إذا كانت صالحة للبقاء فأنا مطمئن إلى أن العناية التي تلحظ هذا الوجود لن تدع فكرة صالحة تموت...
لم أعد أفزع من الموت حتى لو جاء اللحظة! لقد حاولت أن أكون خيرا بقدر ما أستطيع أما أخطائي وغلطاتي فأنا نادم عليها! إني أكل أمرها إلى الله وأرجو رحمته وعفوه أما عقابه فلست قلقا من أجله،فأنا مطمئن إلى عقاب حق وجزاء عدل وقد تعودت أن أحتمل تبعة أعمالي خيرا كانت أو شرا.. فليس يسوءني أن ألقى جزاء ما أخطأت حين يقوم الحساب!. ء
انتهت

هناك ١٠ تعليقات:

دكتور حر يقول...

استاذنا الغالي وطني

جزاك الله كل الخير على هذا الكلمات القيمات واسأل الله أن ينفع بها

وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال

دكتور حر يقول...

استاذي
مرة اخرى
لك التحية

ولك طلبك

حلقتي الشيخ الغزالي في شاهد على العصر

دكتور حر يقول...

سلامات للمره الثالثه

باين اني هاخد التعليقات كلها لحسابي

ولك أيضا
حلقة حسن فتحي في هذه الصفحة

خالد حفظي يقول...

دكتور حر .. إبن الغالي
جزاكم الله خيرا على هذه الهدايا القيمة
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

مشروع انسان يقول...

كنت بدور فى هذه الرسائل رسالة احس انها تخصنى واخيرا لقيت اخر رسالتين
وهى فرحة الانسان بالخير الذى يقدمه الى الناس وهى فرحة وسرور لا يعادله فرحة
وانتظار الموت
ولكنى لا املك هذه الشجاعة الكافية
كما قال استاذ سيد
انه قادر على حمل تبعات نفسه وعلى تحمل اخطاءه
ولكنا دائما ما نغفل هذا
ننسى دائما اننا محاسبون على اخطاءنا تلك ولا نحسب لها حسابا
وكيف هذا ونحن نحاسب على اخطاء الدنيا
فما بالك فيما بينك وبين الله
ولكن الذكرى
نسأل اله ان يعمر قلوبنا بذكره
وان نعلم اننا مأخذون بما نقول وبما نعمل
نحن نعلم هذا ولكنا قليلا ما نتذكره

مدونه يلا نفضحهم يقول...

تتشرف أدارة مدونة يلا نفضحهم


بحضور كومفرانس لجنة الدفاع عن سجناء الرأى وحقوق الأنسان

يوم السبت الموافق2007/9/29
الساعة 11 مساءا
علي ايميل افضح
efdah@yahoo.com
ونطلب من سيادتكم بتجهيز الأقتراحات للمدونة

وشكرا

Monzer يقول...

رحم الله الشيخ المجاهد
اللهم ألحقنا به
وكل عام وحضرتك طيب وبخير حال
ولا تنسانى من صالح الدعائك
وأسأل الله تعالى انا ينفع بهذه التدوينة وبالمدونة ككل

مدونه يلا نفضحهم يقول...

لاول مرة بالاسكندرية : دعوة لكل مواطن ولكل مدون حر: لحضور .............

ملتقي الدفاع عن سجناء الراي وحقوق الانسان
بالإشتراك مع ....
تجمع المدونين الطامحين في وطن عربي بدون سجين رأي واحد و بحضور نخبة من الصحفين والسياسين والمدونين
فرصه حقيقيه ليجتمع المدونين مع بعضهم البعض
ويعلنوا تضامنهم مع حرية الصحافه والكلمه في مصر

موعدنا : الجمعة 19 / 10

الساعه 5 بنادي المحامين بجليم الاسكندرية

مـحـمـد مـفـيـد يقول...

السلام عليكم
أخي العزيز
كل عام وانت بخير
وعيد سعيد عليك وعلي الاسره جميعا
وربنا يجعلك من المقبولين في رمضان ومن الذين أعتقوا في هذا الشهر العظيم
وان يديم عليك نعمه الصحه وراحه البال

challenging_sam يقول...

يا باشا كل سنة و انت طيب و عيد مبارك و سعيد علىك و علينا كلنا
أعترف بالكسل أيضا ... بس انت عارف رمضان بقى ... مفيش وقت تعمل أي حاجة بالإضافة شوية مشاغل كده
أعتذر منك على الغياب و أراك قريبا بعد العيد انشاء الله